تعالوا نُكرم هذا المدرب
كتب محمود السقا- رام الله
في المنعطفات الحادة تظهر معادن الرجال على حقيقتها، وعادة ما يتم التعبير عنها من خلال مواقف أصحابها المتقدمة والحاسمة.
قدرت، عالياً، الموقف الرجولي، الذي مارسه، قولاً وفعلاً وسلوكاً، اللاعب الدولي السابق ومدرب فريق الكرة في نادي الشاطئ، حمادة شبير، في أعقاب قرار اتحاد الكرة، الذي لم يتأخر هذه المرة، والقاضي بتخسير الشاطئ، إدارياً، بثلاثة أهداف دون رد، بسبب إلقاء جماهيره مقذوفات نارية على ملعب اللقاء الذي جمع الجارين الشاطئ والصداقة فأصيب الحكم المساعد خالد بدير.
حمادة شبير، عبر عن موقفه، الواضح والصريح والعلني، من خلال "بوست" نشره على موقع "فيس بوك" وجاء فيه: "يا أحباب إحنا أخطأنا ولازم نتقبل النتيجة".
حمادة شبير لم يكتف بهذه العبارة، على أهميتها وجدواها ومفاعيلها، بل أردفها بعبارات أخرى على نحو: أناشد الجميع الوقوف خلف مجلس إدارة النادي والجهاز الفني، وان نستثمر "الفيس" في دعم وتحفيز اللاعبين، فقط، فهم وحدهم القادرون على وضع النادي في المكان المناسب، ان شاء الله، وختم بعبارة أثيرة ورائعة تقول: "متوكلين عليك يا رب".
مثل هذا الكلام الحافل بكل الوان المسؤولية، ينبغي ان لا يمر مرور الكرام، وكأنه موقف عادي، خصوصاً على ولاة الأمر في اتحاد الكرة، وأرى ان إصدار بيان رسمي يشيد بموقف حمادة شبير النبيل وتكريمه على موقفه، يبقى اقل ما يمكن تقديمه، فاتحاد الكرة أشد ما يحتاج اليه مساندة قراراته وسياساته ونهجه، لا سيما في القضايا الحساسة، ثم ان تكريم حمادة شبير سوف يزيد من شريحة الأشخاص، الذين لا يترددون في قول كلمة الحق حتى وان طالت انعكاساتها وتداعياتها الفرق التي يتولون مقدرات تدريباتها.