العربي الصفافي العريق والعودة المنتظرة
كتب خالد عمار
المارد الاحمر والشياطين الحمر أو كما يحلو لعشاق الكرة على امتداد الوطن ان يطلقوا عليه يظل العربي بيت صفافا شأنا أم أبينا نكهة المستديرة الفلسطينية والدوري والبطولات الرسمية والودية ، فهذا النادي العريق ليس مجرد مجموعة لاعبين وادارة وجمهور بل هو أكثر من ذلك بكثير ، فقد كان ولا يزال العربي الصفافي عربياً فلسطينياً حتى النخاع رغم خطوط الجغرافيا ومسارات الجدار وكولسات السياسة ، أنه قلعة الشموخ والصمود التي حافظت وناضلت من اجل الهوية الوطنية ولم يضعف امام كل الاغراءات الاسرائيلية وبقي على العهد وفياً يحلق بشموخ في نفس السرب الى جانب ابناء جلدته ينافسهم بجدارة في الدوري العام والكأس وجميع مسابقات الفئات ويشاركهم البطولات واللقاءات الودية والمناسبات الوطنية بدون انقطاع ،حتى غدت الفرق الصفافية التي فرختها مدرسة العربي نكهة المنافسات في جميع ملاعبنا بأدائها المتميز وأخلاقها الرفيعة .
لقد حفر العربي على امتداد اجياله الكروية الرائعة واداراته الاجتماعية الوطنية اسمه في قلوب شعبنا الفلسطيني عامةً والرياضي بخاصة ، واستطاع الفريق الصفافي ان يجسد المعنى الحقيقي للانتماء الفلسطيني والارتباط بالتراث واللغة والعادات والارض والاهم التواصل مع شعبنا بآلامه ومعاناته وافراحه ، فارتبطت اسماء عائلات هذه البلدة الجميلة مع نجوم الفانيلا البيضاء والحمراء الذين صالوا وجالوا في ملاعب الوطن من طولكرم السمران ونابلس عيبال مروراً ببيرة الاسعد واريحا المشتى فمطران القدس وبيت ساحور بنوره وغطاس وخليل الحسين بن علي حتى غزة هاشم ورفح الخدمات والشباب ، وفي كل ملعب كان الفريق المقدسي يخطف باخلاقه واحترامه محبة وتشجيع الجماهير المنافسة وهو رصيد قل ما نجده في حسابات بعض الاندية والفرق .
لقد تعرض النادي العربي مثل سائر اندية الوطن الى كبوة عابرة بسبب توقف الدوري العام وكادت هذه الظروف ان تفتت الفريق وتدفعه الى نفق مجهول ، لكن ابناء هذه القلعة المخلصين في مختلف مواقعهم الرياضية والادارية والجماهيرية استطاعوا ان يعيدوا النادي الى مساره الصحيح بتعاونهم وتكاثفهم وتفانيهم بالعمل والعطاء المخلص ليعيدوا البسمة الى عشاق النادي والفريق بعد ان عاد بقوة الى سابق عهده ليحقق اول فوز له على اسلامي سلوان ويؤكد من جديد على انه لا يزال مارداً ونسراً أصيلاً يحلق مع اخوانه في السرب .