جبل المكبر والريادة المستحقة
كتب محمود السقا- رام الله
قفز أبناء جبل المكبر لسدة دوري المحترفين في محطته الثالثة عشرة مستثمرين حالة نزف النقاط التي هيمنت على نتائج شباب الخليل، في ظل تعادلين أمام هلال القدس وبلاطة ليتولى الريادة والسيادة أبناء المدرب خضر عبيد متفوقين على صاحب اللقب وحامل مشعل الصدارة، منذ بداية الدوري، شباب الخليل بفارق نقطة.
الانقلاب الأبيض الذي غشي قمة اللائحة له أسبابه وموجباته، فاستنزاف النقاط تباعاً من جانب الشباب في إياب الدوري، حفز أبناء الجبل على المضي، قدماً، في مشوار المطاردة، ولم يتسرب اليأس والإحباط لنفوس اللاعبين حتى وهم يشاهدون مرماهم يهتز بأروع وأبدع الأهداف، وحملت توقيع لاعب الأمعري الشاب والموهوب انس الخطيب.
لقد تعاملوا مع ضرب مرماهم بهدف بمنتهى الهدوء والسكينة ورباطة الجأش، وبدؤوا بشن طلعات متواترة على مرمى "الأخضر"، ونوعوا في هجماتهم وعبورهم، وكان النزوع باتجاه الأروقة هو الخيار الأنسب والأنجع، لأن رفاق شهاب القنبر يتقنون بما يشبه الاحترافية في التعاطي مع الكرات الهوائية والثابتة، وهذا ما كان ينبغي التنبه له، وأخذ الاحتياطات اللازمة بشأنه من جانب الأمعري.
وفي ظل الروح القتالية والكفاح المستمرين وعدم الاستكانة، فقد نجح أبناء الجبل في قلب النتيجة ليواصلوا حصد النقاط، وفي تقديري انهم بعودتهم المثيرة والمستحقة يفترض انهم اشعلوا أضواء الخطر لدى الإدارة الفنية للأمعري كي تتنبه للخط الخلفي، وتعمل على ترميمه وتحصينه، خصوصاً في منطقة العمق، لأن الأمعري فريق يقدم كرة جميلة ورشيقة وأنيقة، وفي تقديري أن لا خوف عليه، رغم شدة وطـأة التنافس من اجل الهروب من شبح الهبوط، والذي اصبح يدنو من البعض، رغم أن مشوار الدوري ما زال طويلا وبالإمكان تحسين المواقع، لا سيما لكل مَن يتسلح بثقافة الإصرار والعزيمة وعدم اليأس والاستسلام.