كتب محمود السقا- رام الله

عندما يكون المرء في موقع المسؤولية، فإن أول ما ينبغي أن يفكر به أن يُحاذر في كلامه، بحيث تتدثر تصريحاته بالمسؤولية الكاملة بعيداً عن النزق وردّات الفعل المتشنجة.

مثل هذا المنطق، على أهميته، لم يأخذ به نجم الكرة السابق "صاموئيل إيتو"، ورئيس اتحاد الكرة الكاميروني، ولمجرد أن اجتاز منتخب "الأسود غير المروّضة" غامبيا في الدور ربع النهائي، سارع إلى لقاء لاعبيه، وبدلاً من تهنئتهم بالفوز، أشار إلى أن الأهم منه الحرب المنتظرة التي ستجمع الكاميرون ومصر اليوم.

  توصيف مواجهة "الفراعنة" والأسود بالحرب، أثارت حفيظة مدرب مصر البرتغالي "كيروش"، فطالب اتحاد الكرة الإفريقي "الكان" برفع البطاقة الحمراء في وجه "إيتو" رداً على تصريحه، الذي اتسم بالرعونة، وقال: إن كرة القدم لا يمكن اختزالها بحرب، بل هي عبارة عن جسر يمر من فوقه اللاعبون والشعوب كي يتفاعلوا ويتقاربوا مع بعضهم بعضاً، وسنلعب من أجل إسعاد عشاق اللعبة.

  لجوء "إيتو" للحرب النفسية لن يؤثر على معنويات لاعبي مصر، خصوصاً أنهم بلغوا الدور نصف النهائي ولم يكونوا من المرشحين، ولم يهتزوا حتى في ظل الحملة الإعلامية المستعرة التي شنها الإعلام المصري في مستهل مشوار "الفراعنة" لأنهم عكسوا مستوى هزيلاً.

  فنياً، ثبت بالدليل أن مدرب "الفراعنة" على درجة كبيرة من الخبث الكروي، فقد تدرج بأداء لاعبيه، ليتخطى أهم عقبتين: المغرب وساحل العاج، بينما لم يصطدم فريق الكاميرون بمنتخبات صاحبة اسم وشهرة، حتى أنه مرّ بصعوبة من جزر القمر، رغم أن لاعب ميدان تولى حراسة المرمى.

خطورة الكاميرون تكمن بالثنائي المرعب "فنسان أبو بكر" و"كارل توكو" وكلاهما سجل 11 هدفاً.

  ورغم أن "الفراعنة" سيغيب عنهم المدافع الصلب أحمد حجازي، وربما الحارسان الشناوي وأبو جبل، إلا أن الروح القتالية ستكون حاضرة في نفوس العناصر الشابة بقيادة محمد صلاح، صاحب الثنائية في البطولة.