نهاية رحلة..
كتب محمود السقا- رام الله
سبحان الذي له دوام البقاء والخلود، سبحان الله، وما
سواه لا يبقى على حال.
حتى أمد قريب، وقريب
جداً، كان منتخب الجزائر بطلاً باستحقاق لكأس العرب، المثير والممتع والشيق،
وقبلها، تحديداً في العام 2019، كان "محاربو الصحراء" أبطالاً للقارة
السمراء في مونديالها، الذي احتضنته مصر.
هذان المكتسبان المهمان، تبددا وأصبحا أثراً
بعد عين في بطولة أمم إفريقيا بنسختها الثالثة والثلاثين، بخروج الجزائر من دور
المجموعات، وبحصاد هو عبارة عن نقطة، وتسجيل هدف، فقط، وهو حصاد بالغ الهزال ولا
يليق، أبداً، بحامل كأس القارة.
ما الذي حصل لمنتخب الجزائر؟ ولماذا خرج بهزيمة
ساحقة وماحقة على أيدي أفيال ساحل العاج، وهو المنتخب المدجج بالنجوم المحترفة في
طول القارة الأوروبية وعرضها، يتقدمهم رياض محرز نجم "مانشستر سيتي"
الإنكليزي؟
لماذا انهارت الجزائر ورفعت الرايات البيضاء في وجه
"الأفيال"، وهي التي كانت تصطف على رأس قائمة المرشحين للاحتفاظ باللقب؟
لقد اتضح أن الجزائر تعاني منذ إطلالتها الأولى
في دوري المجموعات؛ فاستهلت لقاءها الأول بتعادل سلبي أمام سيراليون بهدف لمثله،
وانحنت، قسراً، في وجه غينيا الاستوائية، التي لا يزيد عدد سكانها على مليون
وأربعمائة ألف نسمة، وخسرت بهدف دون رد، وعادت لتهتز وتسقط أمام منتخب الأفيال
بثلاثية.
خروج الجزائر بعد هزيمتها الكاسحة أمام
الأفيال، جاء بفعل أيديها، فقد عمدت إلى اللعب المفتوح، ما ترتب عليه وجود مساحات،
استثمرها لاعبو منتخب الأفيال، وبرعوا في الوصول إلى مرمى "مبولحي"
وضربه بأهداف ولا أجمل، مستغلين دفاعاً مشتتاً ومرتبكاً ومتردداً، وغير متمركز
جيداً، فكان من الطبيعي أن يسيد ويميد رفاق "نيكولاس بيبي" المحترف في
صفوف الأرسنال الإنكليزي، و"فرانك كيسي"، نجم ميلان الإيطالي، في حين
استسلم رفاق رياض محرز لجموح الأفيال.