مؤيد شريم عندما يجهش باكياً
كتب محمود السقا- رام الله
لاعبي الإسلامي، وألا يسيطر على دموعه فيجهش بالبكاء، وهم يضربون أروع وأنصع وأبدع الأمثلة في الانتماء والوفاء، والتمسك بناديهم كنوع من ردّ الجميل لهذا الصرح الرياضي العتيد، الذي أصبح حاضراً في المشهد الرياضي الفلسطيني، رغم اتساع رقعة المنغصات التي يكابدها، وفي مقدمتها ممارسات وإجراءات الاحتلال، الذي أقدم، غير مرة، على إغلاق النادي، في سلوك همجي يميط اللثام عن رغبة جامحة في محو النادي وتغييبه عن نبض الحركة الرياضية، ولم يكتف بذلك، بل واظب على الزجّ بمؤيد شريم في غياهب سجونه.
كلمات الغزل الممزوجة بالامتنان والعرفان، التي لهج بها لسان مؤيد شريم، جاءت على خلفية المواقف الرجولية العظيمة، التي مارسها، قولاً وفعلاً وسلوكاً ونهجاً، لاعبو فريق الكرة في نادي إسلامي قلقيلية، وهو الفريق الذي ينخرط في دوري المحترفين، ويصر على أن يكون رقماً مهماً في معادلة المنافسات رغم شح الإمكانيات وتواضعها، وحتى انعدامها.
لاعبو الإسلامي لم تغرهم العروض، التي انهالت على البعض الكثير منهم، وفضلوا الولاء للإسلامي، من أجل الإبقاء عليه حاضراً في المنافسات، فهو النادي، الذي احتضنهم وصنع أسماءهم عندما كانوا يافعين، وهو الذي أعدهم وصقلهم، وعاملهم معاملة الأمّ الودودة والرؤوم، التي تدأب على رعاية وحماية وتربية أبنائها، لدرجة أن النادي الإسلامي بات عنواناً عريضاً وكبيراً في اكتشاف المواهب وصقلها، والزجّ بها في صفوف المنتخبات والفرق النادوية المحلية والعربية، فهناك فهد العتال، وأبناء مراعبة، ومحمد يامين، وشاهر داود، والأخير تتسابق عليه فرق المحترفين، حالياً، للظفر به نظراً لمواهبه وإمكانياته وقدراته.