الدراهم كما المراهم..!
كتب محمود السقا- رام الله
منذ جلوسه على عرش "الفيفا"، اعتباراً من 26 شباط 2016، والسويسري "إنفانتينيو" يحاول التقرب زلفى من قلوب وعقول الأسرة الكروية الكونية عبر مختلف الأشكال والتدابير.
ولأن "الدراهم مثل المراهم"، كما تقول المأثورات العربية، فإن زعيم "الفيفا"، يستهويه العزف على هذا الوتر لإيمانه وقناعاته بجدواه وإبقائه ملكاً مؤبداً على قمة الهرم الكروي.
منذ خَلَف "إنفانتينيو" مواطنه "بلاتر"، الذي أطيح به لضلوعه في ملفات فساد، فقد ضاعف من المِنح المرصودة للاتحادات الرياضية الكروية المنضوية في إطار "الفيفا" وعددها 211 اتحاداً، أي أنها تتفوق على عدد أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبدلاً من الإبقاء على صرف مليون دولار كل أربع سنوات - كان يتم تحويلها لصناديق الاتحادات الكروية الوطنية - فقد قفز بالرقم إلى ستة ملايين كل أربع سنوات، بمعدل مليون ونصف المليون دولار كل عام تتلقفها صناديق الاتحادات بشكل دوري وثابت.
عطايا ومِنح "إنفانتينيو" لم تتوقف عند الستة ملايين دولار، بل إنه قفز بالمبلغ إلى رقم ضخم ومذهل عندما أعلن، مؤخراً، أنه سيمنح الاتحادات الوطنية تسعة عشر مليون دولار، عدّاً ونقداً، على مدار أربعة أعوام، واشترط لترجمة هذه القفزة المالية الهائلة الموافقة على تنظيم كأس العالم كل عامين بدلاً من أربعة أعوام.
ربما ينجح "إنفانتينيو" في مساعيه المحمومة، رغم وجود العديد من التحديات الحقيقية، وبالطبع يقف على رأسها، وفي مقدمتها، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، الذي تعاني أسرته الكروية من تخمة في البطولات الرسمية، لدرجة أن اللاعبين باتوا يضيقون ذرعاً بعددها، ويجأرون بالشكوى بسبب الضغط، الذي يعيشون تحت وطأته ويحرمهم من تذوق طعم الخلود للراحة.