شريط الأخبار

أين العرب في مونديال العرب ؟

أين العرب في مونديال العرب ؟
بال سبورت :  



كتب فايز نصار- الخليل

  لم أبخس قطر شيئاً من إبداعها المونديالي ، عندما رصدت محاولة حجب الأضواء عن حرص الجماهير على دفع همّ العرب الأول إلى الواجهة من خلال الملاعب ، وميلي إلى أنّ الأمر كان مبرمجاً في اللقاء النهائي ، الذي جمع منتخبين ، يمثلان بلدين لهما مواقف مأثورة في دعم القضية الفلسطينية .

    والحقّ يقال : إن دولة قطر نجحت بامتياز غير مسبوق تنظيم هذا العرس الكروي العربي ، الذي شهد لأول مرة مشاركة 23 منتخباً عربياً ، تأهل منها 16 منتخباً للنهائيات ، التي جرت على ملاعب قطر المونديالية ، كبروفة زمانية ومكانية لمونديال الكون ، الذي تستضيفه الصحراء العربية لأول مرة بعد سنة .

   وبهرت قطر العالم بتنظيمها الرائع ، الذي كان ثمرة تعاون الكفاءات الرياضية ، التي استعانت بها قطر من مختلف البلدان ، ونتيجة التخطيط السليم ، الذي يعرف كيف يوظف الامكانيات المالية في خدمة المشاريع الوطنية ، بالتعاون مع الخبراء العرب والعجم في مختلف المجالات .

  وعبر كلّ من تابع المونديال العربي عن الإعجاب بملاعب قطر الحديثة ، التي تمثل شيئاً من عالم ألف ليلة وليلة ، وعبر مدربو المنتخبات المشاركة عن ارتياحهم لهذه الملاعب ، التي ساهمت في تقديم نجومنا لكلّ ما لديهم ، بعدما حرموا من تقديم إبداعاتهم في الملاعب الرديئة في معظم بلاد العرب !

  وصفق الجميع للاهتمام الكبير من السلطة السياسية القطرية في تنظيم بطولة العرب ، وصفقوا أكثر لتوجه الفيفا لمواصلة دعم فكرة كأس العرب ، وتنظيمها عدة مرات في قطر ، بما سيعود بالنفع على الكرة العربية ، التي قد تصبح لغتها احدى لغات الفيفا ، كما صرح السيد انفانتينو .

  ولا تتوقف المكارم القطرية عند هذا الحدّ ، لأنّ دولة قطر نظمت مونديالاً عربياً سيحرج الدول ، التي تفكر في تنظيم مثل هذا الحدث في المستقبل ، والأمر ينسحب على مونديال العرب ، والمونديال العالمي ، الذي يبدو أنّ المقدمات توحي بنتائج رائعة في تنظيمه بعد سنة .

  وفي المقابل من حقنا أنّ نرصد بعض النقائص غير المبررة ، التي شهدها هذا المونديال ، وخاصة ما يتعلق بتغييب الحكام العرب عم إدارة المباريات ، بذريعة أن المباريات قادها الحكام ، ممن سيقودون مباريات المونديال ، وأن حساسية المباريات تقتضي حكاماً محايدين ، والأمر مردود على رئيس لجنة الحكام السيد مولينا ، لأنّ الحكام العرب سيتواجدون في المونديال القادم ، كما تواجدوا في جميع المونديالات منذ أكثر من ستين سنة ، كما أنّ الحكام العرب قادرون على تحكيم مباريات بين منتخبات عربية ، كما هو الأمر بالنسبة لحكام أوروبا ، ممن تسند لهم إدارة المباريات بين الدول الأوروبية ، فهل سمعت ببطولة أوروبية استبعد منها حكام أوروبا بحجة الحياد يا أبا صلعة ؟

  أسوق هذا ، وأنا أعرف أن بلاد العرب تعج بالحكام المجيدين ، وفي مقدمتهم – كما قال لي خبير الفيفا كمال طالب - ادهم مخادمه ، وأحمد يعقوب من الأردن ، وبراء ابو عيشه من فلسطين ، ومحمود البنا ، وجهاد جريشة ، وعمر أمين من مصر ، وتركي الخضير ، وسلطان الحربي من السعودية ، ومحمد عبد الله حسن ،وعمار الجنيبي الامارات ، و مهند قاسم من العراق ، ورضوان جياد من المغرب ، ومحمود شعبان من الكويت ، وعبد الرحمن الجاسم من قطر، وأحمد محمد من السودان ، ومصطفى درغال ، ومهدي عبيد  من الجزائر ، وأحمد الكاف من سلطنة عمان .... وغيرهم

   وكما غيّب حكام العرب عن الحدث المونديالي العربي ، لست أدري لماذا غيّب مسؤولو الكرة العرب عن هذا المشهد .. فلم نشاهد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل في الحفل الختامي ، تماماً كما أننا افتقدنا من الصورة الختامية رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة ، ورئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم باتريس ماتسيبي ، والكل يعرف بأن جميع الدول العربية المشاركة في البطولة تنتمي للاتحادين ، تماماً كما تنتمي للاتحاد الدولي ؟

   ليس من باب التحامل والتجني ، ولكن من باب رصد الكأس بشقيه الفارغ والممتليء أعرض بعض النقائص ، التي لا تقلل من حجم الانجاز القطري ، الذي يجب أن يكون درساً لجميع الدول العربية ، التي يجب أن تتعلم من المثابرة القطرية في هذا المجال !


مواضيع قد تهمك