شريط الأخبار

المهنية في وضع تسلل !

المهنية في وضع تسلل !
بال سبورت :  


كتب فايز نصار- الخليل

لست أدري إن كانت محاولة تغييب البعد الوطني لمونديال العرب في أيام الدوجة الأخيرة مجرد صدفة ، أم أنّ محاولة تغطية الشمس بالغربال كان بفعل فاعل .. ولو ثبت أنّ المحاولة مبرمجة – وأنا أميل لهذا الرأي – فهل مرد الأمر إلى اجتهاد شخصي من كبير المخرجين ، أم أنّ الرجل تلقى توجيهات بحرف الكاميرا عن المشاعر الوطنية الجياشة ، حتى لا تقع البلاد العنابية في حرج أمام المؤسسات الدولية غير النزيهة !

  أقول هذا وأنا أتابع تمرير اللقاء التطبيعي ، الذي جرى قبل يومين من النهائي بين قدامى نجوم " العرب " ، وقدامى نجوم العالم ، بحضور المدرب الصهيوني افرام غرانت ، الذي لا أعرف سبباً رياضياً يبرر تواجده ، حيث لم يسلط الإعلام الضوء على انسحاب نجوم الجزائر رابح مادجر ، ورفق صيفي ، ورفيق حليش من المباراة احتجاجاً على رائحة التطبيع ، كما لم يسلط رجال الكاميرا والقلم الأضواء على نجوم العرب ، الذين سقطوا عن أعين الرياضيين ، وفي مقدمتهم العراقي يونس محمود ، والمصري وائل جمعة ، والسعودي سامي الجابر ، وزميله نواف التمياط .. والنواف هذا كان قبل سنوات وقف موقفاً عروبيا صفقنا له بحرارة ، عندما قال لصحفي قدم نفسه له على أنّه اسرائيلي : أنا لا اعترف بدولة بهذا الاسم ! ..فماذا تغير يا نواف ؟

  ولعب المخرج لعبته الالكترونية في اللقاء النهائي ، وكانت كاميرات فريقه تحاول الابتعاد عن لقطات الجماهير التونسية والجزائرية، التي تلوح بأعلام فلسطين، في موقف أعاد القضية إلى الحاضنة الجماهيرية ، بعد ضياعها لسنوات في ردهات المؤتمرات .

  كما أنّ كبير المخرجين لم يتركنا نستمتع مع نجوم الجزائر بنشوة الفوز بالمباراة ، لأنّ نجوم الجزائر كانوا يرفعون أعلام الجزائر وفلسطين، ويلوحون بكوفية العزّ الفلسطينية، وراح صاحبنا يعرض لنا لقاءات مع نجوم من المباراة ، رغم انّ تلك اللقاءات كان يمكن ان تؤجل قليلاً دون أن تفقد قيمتها ، فيما عودنا المخرجون في جميع المباريات السابقة على عرض احتفالات اللاعبين مع جماهيرهم بلقب البطولة .

  ووقع المعلق المصري لقناة الكأس أحمد الطيب في المطب نفسه ، ولكن من ناحيتين ، الأولى أنّه جعلنا نشعر وكأن مصر – التي نحبها – هي التي تلعب النهائي ، وتحدث عن انجازات مصر الرياضية ، والثقافية أكثر من حديثه عن إنجازات الجزائر وتونس ، ووصل الأمر بالرجل أن يحول التعليق إلى أغان قديمة ، بدل التركيز على تحليل مقاطع المباراة فنياً ، ولم ينس صاحبنا سعاد حسني ، التي لا اعرف ما صلتها بكرة القدم ؟ والأمر يقتضي خلع أردية النرجسية ، التي طالما بخست الناس أشياءهم !

  والاخطر أن الطيب ، الذي عرض كل هذه التفاصيل ، لم يتحدث بحرف واحد عن الجماهير التي ترفع اعلام فلسطين مع أعلام بلادها ، ولم يذكر بكلمة نشيد جماهير الجزائر " فلسطين .. فلسطين الشهدا فلسطين .." ، والأمر يوحي بأنّ الرجل محذر من تسليط الأضواء على سيمفونيات الجماهير الوطنية !

  كل الاحترام لقطر ، التي قدمت مونديالاً عربيا كامل الأوصاف ، وكل الاحترام للمنتخبات العربية ، التي ساهمت في رسم أجمل لوحات الكرة في ملاعب قطر المونديالية ، وكل الاحترام لبطل العرب منتخب الجزائر ـ وربانه مجيد بوقرة ، الذي لم يستطع المخرجون حجب تصريحاته على المباشر ، عندما أهدى الفوز لشعب الجزائر ، وشعب فلسطين ، وخاصة لأهل غزة ، لأنه يعكس النبض الجزائري الصادق برفض الحصار ، ورفض الانقسام ، وتأييد المقاومة ، حتى سماه البعض " مجيد بوغزة " .


مواضيع قد تهمك