النشيد الفلسطيني والتفاعل العربي في الدوحة
كتب محمود السقا- رام الله
ستبقى فلسطين العشق الأزلي المتجذر لكافة الشعوب العربية من المحيط الى الخليج.
الشواهد والمؤشرات على سلامة هذا المنطق لا حصر لها، لكن لا بأس من التوقف عند آخر حلقة في هذا المسلسل الممتع والشيق، وكان مسرحه استاد البيت في العاصمة القطرية الدوحة لمناسبة افتتاح منافسات المونديال العربي، يوم أول من امس، وكان في غاية الروعة والإتقان والاحترافية، وهو مؤشر يُجسد قدرة الأشقاء القطريين على إصابة النجاح في الحدث الأهم والأبرز والمقصود، هنا، مونديال 2022 المقرر في مثل هذا التوقيت من العام المقبل.
الفقرة التي نالت الثناء والاستحسان تلك التي ردد فيها المطربان الأردنيان محمد بشار واحمد الزميلي والمطربة نسمة النشيد الوطني لكافة البلدان العربية، وقد تجلى حب فلسطين، عندما كان يتردد نشيدها "موطني"، وكان التفاعل على أشده وفي غاية الروعة، فهناك التصفيق الحار، وهناك الوقوف تعظيما وتكريما وحبّا واحتراما وتعاطفا مع فلسطين وكل ما يتفرع عنها.
لقد وحدت الرياضة ما أفسدته السياسة بأحابيلها ودهاليزها وكواليسها، لقد التهبت اكف الحضور لمجرد ان تردد النشيد الفلسطيني، فكان المشهد مُبهراً وعظيم الوقع.
مشهد التفاعل الجماهيري الواسع مع النشيد الوطني الفلسطيني حدث على مرأى ومسمع الرئيس، محمود عباس، الذي كان حاضراً حفل الافتتاح، ومن المؤكد ان لسانه لهج بالشكر والثناء للجماهير الحاشدة، التي انحازت، بوضوح، لفلسطين ونشيدها وعلمها، لتؤكد بذلك ان فلسطين ستبقى قضيتها المركزية مهما حاول الاحتلال الالتفاف عليها بأساليبه الذئبية وممارساته وإجراءاته الهادفة الى محو الهوية الفلسطينية وشطبها.
الرسائل العظيمة، التي تضطلع بها الحركة الرياضية، ينبغي ان تدفعنا الى إيلائها المزيد من الاهتمام والعناية والرعاية والدعم، مادياً ومعنوياً ولوجستياً.