الآليات التدريبية المتبعة هي السبب
كتب محمود السقا- رام الله
تفاعل البعض من الزملاء وسواهم مع عمود "نحث الخطى"، المنشور في "الأيام وبال سبورت" يوم 4 الجاري بعنوان "ظاهرة التذبذب المزعجة"، وكالعادة، فإن الزميل ياسين الرازم، يتصدر المشهد، وأنشر رده كما جاء.
الزميل العزيز أبو إسلام.. من وجهة نظري، أرى أن التذبذب في مستوى مردود وعطاء منتخباتنا الوطنية بكرة القدم عائد إلى الآليات المتبعة في التدريب لدى الأندية والدوريات والبطولات، التي ينظمها اتحاد اللعبة للفئات المساندة، والتي هي عماد الفرق الأولى ولاحقاً المنتخبات الوطنية، فالأندية توكل مهمة تدريب الفئات السنية لمدربين مؤهلين نوعاً ما، أو للاعبين معتزلين، والغالبية العظمى من المدربين يعملون دون خطط عمل سنوية أو أهداف محددة وواضحة، وهنا لا أتحدث عن الحصة أو الجرعات التدريبية الأسبوعية، والتي هي بالأصل غير كافية، بل أتحدث عن إعداد الفرق الناشئة للمشاركة في بطولات الاتحاد الرسمية، والتي غالباً ما تكون سريعة وغير كافية لاكتشاف المواهب وصقل الخامات، فكيف للاعب أن يُظهر إمكانياته الفنية وهو يخوض عدداً قليلاً جداً من المباريات الرسمية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة في الموسم.
السؤال الأهم، هل تتم متابعة الدوريات من المختصين في الاتحاد أو من الجهاز الفني والكشافين، أم يتم تشكيل المنتخبات بترشيح اللاعبين من مدربي الأندية؟
حتى نصنع منتخبات جيدة وثابتة المستوى ومتطورة، علينا اتباع آليات التدريب الصحيحة، ولا يغرنكم كثرة الأكاديميات فهي في الغالب تجارية وللتسلية، وحتى في أفضل الحالات، فإن أنديتنا تعتمد على اللاعب المميز في حسم المباريات، ولا تلعب كرة جماعية بالمطلق، فإذا وفق هذا اللاعب فاز الفريق والعكس صحيح.
ولك أن تتخيل فريقاً متصدراً للدوري يلعب بلا لاعبيه المؤثرين كيف سيكون الحال؟ أخلص إلى القول: إذا أردنا بناء منتخبات وطنية قوية ومنافسة، علينا اعتماد خطة عمل إستراتيجية طويلة الأمد، وعدم استعجال النتائج أو حرق المراحل لتحقيق مكاسب آنية كغثاء السيل سرعان ما تختفي