ديربي القدس".. فاصل مُمتد من المتعة
كتب محمود السقا- رام الله
بإجماع عشاق الكرة، فإن لقاء "ديربي القدس"، الذي جمع الجارين الكبيرين، جبل المكبر وهلال القدس، كان الأجمل، أداءً وقوةً وإثارةً وتشويقاً، لدرجة أن مسلسل المتعة ظل قائماً على مدار زمن اللقاء، وحتى في الوقت المحتسب بدل الضائع.
لقاء فارسَي العاصمة، حمل في ثناياه كل فنون الكرة ومباهجها، فهناك السرعة والحركة الدؤوبة والنشطة والكرات المنوعة القصيرة منها والطويلة، وهناك الامتداد الجسور للمرميين وتهديدهما بكمّ وافر من الفرص السانحة والمثيرة، ولو سُجل جزء يسير منها لاهتزت الشباك عدة مرات.
جبل المكبر، الذي خرج متفوقاً بأنفس النقاط، كانت له الأفضلية في النصف الأول من الشوط الأول، وقد ترجم أفضليته بالاستحواذ على الكرة والوصول لمرمى الزعبي، الذي اعتبره حارساً واعداً، وتجلى ذلك من خلال تصدياته ومرونته وردة فعله.
هلال القدس تسلم زمام المبادرة في الثلث الأخير من الشوط الأول، وفرض حضوره وأفضليته في الشوط الثاني، ومثلما أجاد الزعبي في حجب أكثر من هدف، فإن حارس المكبر أحمد سلامة فعل الشيء نفسه في الشوط الثاني، فقد وقف بثبات لسيل الفرص الهلالية، التي انهمرت على مدار الشوط الثاني.
جماهير الفريقين، كان لها دور كبير في فواصل المتعة الحقيقية والإثارة، التي أطلت برأسها في اللقاء، من خلال التواجد بأعداد طموحة، وتشجيع ملتزم، وكانت القدس حاضرة، بقوة وزخم، فوق المدرجات، وهذا أمر متوقع وهو مؤشر طيب يُدلل على ان المدينة المقدسة دائمة الحضور في وجدان وقلوب الشباب الفلسطيني.
التواجد الطموح لجماهير الكرة ما كان له ليحدث لولا ان الفريقين، يتمتعان بمستوى لائق، وهو الكفيل باجتذاب الجماهير وعودتها للمدرجات بعد ان هجرتها لأسباب لا مجال لشرحها في هذه العجالة، وهذا ما ينبغي العمل عليه من جانب اتحاد الكرة، الذي يفترض أن تكون له وقفة جادة للقاء الديربي بحيث يبني سياساته وخططه، الآنية والمستقبلية، استناداً لمخرجات اللقاء، وتحديداً في الجانب المتعلق بالمستوى الرائع الذي رسخه الفريقان، بحيث يكون نهجاً ثابتاً للكرة الفلسطينية.