كتب محمود السقا- رام الله

ربما أكثر المتفاعلين مع عمود "نحث الخطى" الزميل العزيز ياسين الرازم، فهو لم يتردد في إبداء رأيه بمنتهى الوضوح والصدق والموضوعية، خصوصاً في القضايا ذات الطابع الجدلي أو الوقفات، التي تحتاج إلى إثراء.

  بالأمس القريب كتب معلقاً رداً على "نحث الخطى" المنشور في جريدة "الأيام" بعنوان: "عودة لجدلية الاحتراف"، وفيما يأتي الرد.

  بداية أخي "أبو إسلام" لا يمكن مقارنة الاحتراف في فلسطين بالاحتراف الموجود في مصر أو الخليج أو حتى الأردن فلكل دولة ظروفها ومقدراتها، ولكل اتحاد آلياته في العمل وتطوير اللعبة.

السلطة الوطنية الفلسطينية، واتحادنا الكروي وأنديتنا، تعاني من ظروف خارجة عن إرادتها وخاصة في الجانب الاقتصادي والتبعية في ذلك للاحتلال، الذي يلعب دوراً مركزياً مباشراً أو غير مباشر في تقويض دعائم الدولة المنتظرة، ولا أريد، هنا، تعليق كل الأخطاء على شماعة الاحتلال، والذي يتحمل الجزء الأكبر مما نحن فيه، ولكن حتى ينجح في بلدنا الاحتراف يجب على السلطة الوطنية، والمجلس الأعلى، واللجنة الأولمبية، من خلال الاتحاد تأمين مقومات استمرار ونجاح الاحتراف ولا أتحدث، هنا، عن المال، فقط، بل عن الإدارة الرياضية في الأندية والاتحادات، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وسنّ أنظمة وقوانين ومعايير تتماشى وتنسجم مع الاحتراف، فلا يُعقل أن يكون اللاعب والمدرب محترفاً ورئيس وأعضاء الهيئات الإدارية متطوعين، إذا كان لا بد من وجودهم بهذه الصفة، ولو لسنوات قليلة قادمة، فإن الحل البديل يكمن بوجود كادر من الموظفين والعاملين بحيث يكون قادراً على إدارة شؤون الأندية وتسويق برامجها أمام المؤسسات الداعمة.

  قد نكون بحاجة لمراجعة شاملة لتجربة الاحتراف، وآمل أن تكون مراجعة شفافة وواضحة ومستندة لمعايير المراجعة والتقييم حتى نستطيع تحديد مواطن الضعف والقوة وإيجاد الحلول الشافية سواء بإنهاء مرحلة الاحتراف أو ببقائها، ولكن وفق رؤية أكثر شمولية وموضوعية.