عودة لجدلية الاحتراف
كتب محمود السقا- رام الله
تنقل لنا الأخبار الواردة عبر نوافذ "السوشيال ميديا" أن فاتورة الكهرباء في النادي الفيصلي الأردني بلغت خمسة وثلاثين ألف دينار، هذا المبلغ الضخم تراكم على مدار سنوات لدرجة انه ربما بات متعذراً دفعه بسبب الضائقة المالية.
لا أدري اذا كان الخبر صحيحاً أم مبالغاً فيه؟
فالنادي الفيصلي، يصطف في طليعة الأندية الأردنية الأكثر تتويجاً بكرة القدم برصيد 79 بطولة منوعة، فضلاً عن التتويج مرتين ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ثم إن الفيصلي تأسس العام 1932 كثاني اقدم ناد اردني بعد نادي الأردن، الذي أبصر النور العام 1929.
الضائقة المالية، التي تمسك بأعناق الأندية، أكان في الأردن الشقيق أم سائر الأندية في الأقطار العربية الأخرى بما في ذلك دول الخليج الثرية لم تدفع القائمين على مقدراتها ولا حتى المتابعين والمراقبين والنقاد ان يحملوا بشدة وغلظة على دوري المحترفين باعتباره سبب الكوارث، ومصدر النكبات.
السؤال المطروح.. أين يكمن الخطأ، في إدارات الأندية أم في تطبيق الاحتراف؟
السؤال جوهري، وفي تقديري أن إلقاء اللائمة على الاحتراف، إنما ينطوي على تسرع، لأن ممارسة الكرة كهواية لم تعد قائمة ولا موجودة، فقد أصبحت عبارة عن صناعة، خصوصاً إذا أمسكت بمقدراتها أياد مهنية قادرة على إدارتها الإدارة الصحيحة، وأقرب مثال يمكن محاكاته أو الاسترشاد به النادي الأهلي المصري، ففي مؤتمر صحافي عقده رئيس مجلس الإدارة، محمود الخطيب، مؤخراً كشف النقاب عن أن موازنة النادي بلغت مليارين ونصف المليار جنيه مصري، أي أن موازنة النادي الأهلي تضاهي صفوة الأندية الثرية في أوروبا والعالم.
حالة الفقر والفاقة، التي تعاني منها الأندية في الوطن الفلسطيني، يتحمل تبعاتها القائمون عليها، وبالقدر نفسه الدولة والمجالس البلدية واتحاد الكرة، والأخير هو المسؤول المباشر عن تطوير اللعبة باعتبارها مظلتها ومرجعيتها