رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة – البارالمبية الفلسطينية "في الحضيض"
كتب احسان ادكيدك- رئيس الاتحاد الفلسطيني على الكراسي المتحركة
لم اتردد لحظة في إختيار هذا العنوان لمقالي،، ولكن انتظرت طويلا قبل كتابته آملا في تغير الأوضاع نحو الأفضل، ويبدو أنني لو انتظرت عقود أخرى فلن يكون هناك أي تحرك أو تغيير... اكتب واعبر عما في داخلي وداخل العديد ممن بقي من العاملين والمهتمين في هذه الرياضة البارالمبية والذين يكتبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا يلتفت إليهم أحدا..
رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة هي عالم كبير وحقيقي ولا تقل حجما وأهمية عن عالم كرة القدم أو كرة السلة في فلسطين، من يعمل في هذا المجال هو أيضا فلسطيني وطني يعشق تراب هذا البلد ويريد لهذه الرياضة أن تكون في أعلى المراتب.
في المجتمعات المتحضرة تحظى هذه الرياضة بإهتمام ارفع المناصب السياسية وأصحاب القرار لأنها تتعامل مع الإنسان أولا وتتفاعل مع أشخاص لديهم إحتياجات خاصة وجدوا في الرياضة طريقا للعودة إلى مجتمعهم ويشاركوا في قيادته.
لا أحد ينكر،،، أن الرياضة البارالمبية الفلسطينية مر عليها سنوات ذهبية إستحق خلالها اللاعبون الفلسطينيون تزيين أعناقهم بالميداليات الملونة في أكبر البطولات الدولية والعالمية، وكانت فلسطين تسبق العديد من الدول الشقيقة في هذا المجال، ولكن منذ أكثر من عشر سنوات وهذه الرياضة في تراجع وإنحدار لا سابق له تمثل أخيرا بنتائج مخيبة للآمال – وكما كان متوقعا – كون اللاعب الفلسطيني الوحيد الذي مثل فلسطين في الألعاب البارالمبية الدولية في طوكيو هو نفسه الذي حصل على أول ميدالية بارالمبية لفلسطين في سيدني 2000 أي قبل 21 عام، وبالمقابل نحن نفرح ونقدم كل التحية والتقدير لأخواننا في الأردن الشقيق الذي فاز لاعبوه بأربع ميداليات ذهبية وبرونزية وبنفس الوقت لا أجد من يحزن في فلسطين على ما يجري فيها.
منذ سنوات يتصدر المجلس الأعلى للشباب والرياضة ملف اللجنة البارالمبية، هذا الملف الذي يتنقل بين مكاتب المجلس، والنتيجة أن عدد أعضاء مجلس إدارة اللجنة البارالمبية الحاليين يفوق عددهم عدد اللاعبين من ذوي الإعاقة في الضفة الغربية، وبقي نادي أو ناديين وهما في طريقهما لتسليم شهادات التسجيل إذا ما بقيت الأحوال نفسها.
من الواضح انه لا يوجد أي نية أو رغبة لدى قيادة المجلس الأعلى للشباب والرياضة لتغيير الواقع المرير الذي تعيشه الحركة البارالمبية الفلسطينية، وأرى أن الإهمال المتعمد من المجلس الأعلى في الإدارة السليمة لهذا الملف أدى إلى التدهور الخطير بحق هذه الرياضة والرياضيين الذين يجدون فيها متنفسا وفرصة لاظهار قدراتهم ومهاراتهم البدنية والعقلية، هم في غزة والضفة الغربية ثروة بشرية لو أحسن الاستثمار بهم لكانت فلسطين في طليعة الدول في منطقتنا، ولكن لا حياة لمن ....
لا يكفي تقديم الدعم المالي لتسهيل مشاركة عدد من الفرق الرياضية في البطولات العربية والدولية - وهذا واجب المجلس الاعلى، ولكن المجلس لم يقدم شيئا سياديا من أجل النهوض بهذا الرياضة واخراجها من الازمات التي تعيشها، لم يضع الخطط الاستراتيجية والفنية، ولم يدقق في إختيار وتعيين ذوي الإختصاص وبالمقابل لا يحاسب من يعينهم منذ سنوات، لم يخصص الميزانيات المطلوبة، يمكن القول بأن المجلس الأعلى للشباب والرياضة نجح بإمتياز في إدارة الازمة التي تعصف باللجنة البارالمبية ولكنه - وبشكل مقصود فشل فشلا ذريعا بحل الازمة.
لا بد من أن يقرع أحدهم جرس الخطر،،، لا بد من أن يتحمل كل مسؤول مسؤولياته،،، ولا نعفى أنفسنا أيضا – كرياضيين مع إعاقة - من الأخطاء التي ارتكبها العض، لكن لا بد من محاسبة كل مقصر،،، الوطن للجميع