الصيداوي و "ريمونتادا" هلال القدس المثيرة
كتب محمود السقا- رام الله
يُحسب لمدرب هلال القدس عبد الله الصيداوي أنه كان سبباً مباشراً في "الريمونتادا" الأكثر إثارة، التي ترسخت في لقاء "أبناء العاصمة" والسموع، وانتهت بثلاثية مقابل هدفين، علماً أن السموع كان متقدماً بهدفين مقابل لا شيء.
الصيداوي أثبت بالقول والفعل والممارسة ان الشوط الثاني هو شوط المدربين، واذا جاز التعبير، فان الشوط الثاني هو الكاشفة، أي الذي يكشف إمكانيات وقدرات المدربين وما إذا كانوا على درجة من الكفاءة والموهبة أم أن وجود البعض منهم شكلي ليس إلا.
ما الذي فعله الصيداوي حتى يستحق هذا الإطراء والثناء؟
لقد كان للتغييرات، التي سارع إليها كبير الأثر في قلب الموازين رأساً على عقب، وكان بالإمكان أن يخرج الهلال بعدد اكبر من الأهداف.
في الشق الدفاعي، وهو الخاصرة الطرية في صفوف الهلال بسبب غياب قلبي الدفاع، الأمر الذي دفع الصيداوي كي يستعين بعبد السلام سلامة للعب في العمق، وليس في مركز الظهير الأيمن، وهو المركز الذي يحيد فيه ما ترتب على ذلك ضرب المرمى الهلالي مبكراً بأخطاء أقرب الى الساذجة.
عندما أدرك الصيداوي أن خط ظهر الهلال يعاني لم يتردد في الشوط الثاني بإرجاع محمد درويش لمنطقة العمق الدفاعي، وعودة عبد السلام سلامة لمكانه الأصلي، أي الظهير الأيمن، ولم تتوقف تغييرات الصيداوي على ترميم خط دفاعه المرتبك، بل فعل الشيء نفسه في منطقة الوسط والإطراف بإدخال محمد عبيد في المحور الأيسر، وهو القطار السريع، وسامر زبيدي في "المناورة"، فأمسك لاعبوه بالملعب وفرضوا حضورهم وهيبتهم على كافة أرجائه، وكان من الطبيعي والمنطقي ان يضربوا مرمى السموع بثنائية في ظرف أربع دقائق، ومما ساعد الهلاليين على تشديد قبضتهم، ان السموع لعب على نصب مصيدة التسلل في الوقت الذي غاب عن ذهن المدرب علي الحوامدة سرعات لاعبي الهلال في المقدمة.. للحديث بقية إن شاء الله.