حدث هذا.. التقارير السنوية
كتب فايز نصّار- الخليل
يحث المؤرشفون على تسجيل الأحداث الرياضية ، وغير الرياضية ، ويرون بأنّه ما ضاع من المكتوب عشره ، وما بقي من المحفوظ عشره ، لأن المخطوط بين السطور ، أخلد من المضبوط في الصدور .
ويعاني الباحثون عن سجلات الكرة الفلسطينية من مشاكل لا تعد ولا تحصى ، لأنّ معظم محطات تاريخ كرتنا غير مدون بشكل مهني ، ويقتصر الأمر على ما تيسر من قصاصات صحفية ، وأوراق منسية في خزائن الأندية .
ويعلم الله كم عانيت في البحث عن المعلومة الرياضية الدقيقة ، وكم قضيت من الوقت في أروقة المكتبات ، للبحث عن المعلومات ، التي حاولت تدقيقها من خلال اتصالات مكثفة مع من بقي على قيد الحياة من صناع الحدث .
والحق يقال : إنه يحسب لأنديتنا قبل اندلاع الانتفاضة الأولى أنّها كانت تورشف فعالياتها الرياضية ، من خلال تقارير سنوية تنشر في الصحف المعروفة أيامها ، فكانت أعمدة صحف القدس ، والشعب ، والفجر تحفل بالتقارير المفصلة حول النشاطات الرياضية ، وغير الرياضية ، التي تعدها الأندية الفاعلة ، التي كانت تشكل الملاذ الآمن لشبابنا .
ويحسب لأنديتنا أنّها كانت توكل للعارفين مهمة رصد أنشطتها ، وتدقيها قبل نشرها ، وكانت تلك التقارير تشمل مختلف الرياضات ، ولا تركز على كرة القدم فقط ، كما كانت تشمل الأنشطة الثقافية ، والكشفية ، والاجتماعية ، والفنية .
وظهر من بين معدي التقارير السنوية رجال كانت لهم كلمة مؤثرة في تاريخ الرياضة الفلسطينية ، ومنهم عزام اسماعيل ، ورجب شاهين ، ونادي خوري ، وداود متولي ، وسعيد الحسيني ، وشوكت لبادة ، وبدر مكي ، وغازي غريب ، وجمال الحلو ، وسعيد الجعبري ...وغيرهم .
وتستطيع من خلال تصفح تلك التقارير التعرف على سجلات الكرة الفلسطينية ، فتعرف أنّ العربي هو أول بطل للدوري ، الذي نظم سنتي 1977 و 1978 ، وتعرف نجومه المعروفين عبد خليل ، وصلاح عليان ، وموسى اسماعيل ، ويوسف عبد ربه ، وتعرف أن شباب الخليل احتل يومها المركز الثاني ، وهو الذي فاز في ببطولة أول كأس سنة 1979 على حساب هلال القدس في مباراة معادة .
كما تستطيع من خلال تلك التقارير التعرف على أن أهلي غزة هو أول بطل لتصنيفي القطاع ، بقيادة نجومه ناجي عجور ، وزياد الطيف ، وحسين الريفي ، وتعرف أن العصر الذهبي للشاطئ كان بين سنتي 1984 و 1985 ، حيث فاز ببطولتي الدوري والكأس ، معتمداً على نجومه المعروفين عماد التتري ، وبشير عطا الله ، وهاني الطناني .
وتفتح لك التقارير السنوية ، التي كانت تنشر نوافذ للتعرف على أنشطة وبطولات الأندية الرسمية والودية ، ويشمل الأمر فرق المراحل السنية ، وأبرزها ما كان يسمى " الفريق الثاني " أي الفريق الرديف ، الذي كثيراً ما كان يلعب مباريات رفع الستار قبل مباريات الفريق الأول .
وخلال تصفحي لسجلات التقارير السنوية ، اكتشفت أنّ الأمر لم يكن يعني فرق المقدمة فقط ، فإلى جانب تقارير عن شباب الخليل ، والثقافي ، والعربي ، وغزة الرياضي ، وأهلي غزة ، وشباب وخدمات رفح ، ومؤسسة البيرة ، واهلي الخليل وقعت عيناي على تقارير لأندية أخرى ، مثل جمعية الشبان المسلمين ، وطارق بن زياد ، والموظفين ، وشباب دورا .
ويستطيع متصفح تلك التقارير التعرف على أسماء النجوم ، الذين برزوا في تلك الفترة ، فتعرف من لاعبي جبل المكبر هاني علان ، وابراهيم سرور ، وأيمن سالم ، ورياض اسماعيل ، وعزيز علان ، وتعرف من لاعبي الثقافي باسم دروبي ، ومحمد صباح ، وجمال حدايدة ، وماهر البعكي ، وماهر أبو شنب ، وناصر دحبور ، وتعرف من لاعبي خدمات رفح جميل أبو السعيد ، وحمادة أبو كوش ، وكمال أبو عميرة ، وتعرف من لاعبي الرياضي غسان بلعاوي ، ورزق خيرة ، وزكريا مهدي ، وعماد الشريف .
والأهم من كلّ ذلك أنّ التقارير السنوية تكشف محطة هامة من مسيرتنا الرياضية ، حيث كانت المباريات شبه أسبوعية بين فرق الضفة والقطاع ، فهذا خدمات رفح يتحدث عن مبارياته مع اسلامي بيت لحم ، وشباب الخليل ، واتحاد عد ، وهذا مركز طولكرم يرصد مبارياته مع غزة الرياضي ، وشباب رفح ، وأهلي غزة ..وهكذا .
نعترف بأنّ أرشيفنا الرياضي لم يسجل بشكل مهني ، ونأمل بأن يستدرك المعنيون هذا التقصير ، والمسارعة إلى تسجيل ما تبقى من تراثنا الرياضي .