كتب محمود السقا- رام الله

هناك لقاءات تفرض حضورها في ذاكرة عشاق الكرة، نظراً لقوتها، وروعة مستواها، ومنسوب الإثارة، الذي تحمله في أحشائها.

  لقاء هلال القدس والظاهرية، ضمن منافسات الأسبوع الثالث لدوري المحترفين، فرض نفسه كأفضل مواجهة منذ بدء منافسات الدوري فهناك الأهداف، وعددها أربعة، توزعت مناصفة بين الفريقين، وهناك جماهير الكرة التي زحفت، فأضفت على اللقاء رونقاً جمالياً، وحفّزت اللاعبين على تقديم أقصى ما لديهم من فنون الكرة، وهناك فارس نبيل، قفز من قطار الغزلان، في طريقه للدوري المصري، انه القائد الخلوق مصعب البطاط، وكان مشهد وداعه من أروع المشاهد، وهكذا يكون التكريم، خصوصاً إذا كانوا من المخلصين والمتفانين وأصحاب القيم والمبادئ السامية والنبيلة.

  فنياً، شهد اللقاء تقلبات عاصفة ومثيرة، ففي الوقت، الذي تقدمت كتيبة المدرب عبد الله الصيداوي بهدفين مستحقين مقابل لا شيء بفضل إدارته الجيدة لأحداث الشوط الأول، فقد مالت الكفّة في الحصة الثانية لصالح مدرب الغزلان، عمار سلمان، في تأكيد راسخ انه نجح في قراءة الملعب، وتصرف بذكاء وحنكة، وتجلى ذلك، بوضوح، من خلال سحب اللاعب المخضرم عاطف أبو بلال وزج بدلاً منه ياسر أبو ناصر، بسبب بطء الأول، والإيعاز لإياد الأعسم بالانتقال للمحور الأيمن، وهو المحور الذي سجل منه الظاهرية هدفه الأول، ما انعكس التغيير التكتيكي على خط المنتصف بالإيجاب، فأصبح اكثر حيوية وإنتاجية، فكان من الطبيعي أن يأتي هدف التعادل.

  الشوط الأول كان هلالياً خالصاً، فهناك استغلال للمساحات، وهناك سرعة الثلاثي ترابين وأبو وردة وعويسات، وهناك لاعب فعال وديناميكي اسمه هاني عبد الله، وكان صاحب فضل في صناعة الهدفين.