تقييم سابق لأوانه
كتب محمود السقا- رام الله
انتهت منافسات المرحلة الثانية لدوري المحترفين بامتطاء ثلاثة فرسان صهوة جواد المسابقة وسط تفاوت في الأداء، تراوح ما بين الضعيف، لدرجة الهزال، والجيد في لقاءات بعينها، وعلى وجه التحديد، لقاء "ديربي" الجبل، الذي جمع الظاهرية وجاره وشقيقه السموع، وقد فرض كمّ الأهداف الوافر نفسه باهتزاز الشباك خمس مرات، ثلاثا للغزلان واثنين للسموع، والأخير انتفض في الشوط الثاني، أما اللقاء الآخر الذي حمل قدراً معقولاً من جماليات الكرة فتمثل بلقاء هلال القدس وطوباس.
بالإمكان التأكيد، لدرجة الجزم، أن هلال القدس يمتلك الشخصية والفكر الكرويين، ويتم التدليل عليهما بالبناء والالتزام والانضباط والسلاسة في إيصال الكرة، مع تسليمي أنه يحتاج إلى وقفة جادة خصوصاً لجهة خط الظهر، لكن الفريق سيكون ذا شأن في معادلات الصراع على كأس الدوري.
تواضع المستوى الأدائي للعديد من الفرق أمر طبيعي ومتوقع، ولا ننسى أننا ما زلنا في بداية المسابقة، وأن أسبوعين، فقط، انقضى من عمرها المديد، ومن المتوقع أن يرتقي الأداء للأفضل في ظل استمرار الدوري شريطة أن يبتعد عن الضغط، لأن عقابيله وخيمة، ولعل أكثرها شراسة فتك الإصابات باللاعبين، خصوصاً لجهة الشد العضلي والتمزقات.
ضمان النهوض بالمستوى الفني للدوري منوط باتحاد الكرة والحكام ومدربي الفرق، فدعم الحكام يمنحهم الثقة المطلقة بالنفس، ويدفعهم لاتخاذ قرارات حازمة هدفها الحفاظ على سلامة اللاعبين من الإصابات، وهو أبرز تحدٍ نواجهه في ملاعبنا، فاللاعب الموهوب يصبح هدفاً وعرضة للإصابة، خصوصاً من أولئك الذين يعانون من ضعف في الموهبة والتفكير الصحي، ومن الواجب على مدربي وإداريي الفرق أن يغرسوا في نفوس لاعبيهم إعلاء شأن اللعب النظيف، حتى نضمن لمنتخباتنا الوطنية أن تحظى بكمّ من المواهب القادرة على تمثيل الوطن خير تمثيل، وهو العنصر الأهم.