غزة في الطريق لاسترداد ماضيها الجميل
كتب محمود السقا- رام الله
المنظر البديع، الذي كان حاضراً، بقوة وزخم، في لقاءي شباب رفح من جهة، واتحاد الشجاعية من جهة أخرى، يعزز في الأذهان ان قطار الحركة الرياضية في قطاع غزة يمضي، بسلاسة واندفاع، نحو العودة إلى حيث الماضي التليد عندما كانت محافظات الوطن الجنوبية تصقل المواهب الكروية، وتدفع بها باتجاه المنتخبات الوطنية، والفرق النادوية في المحافظات الشمالية.
المنظر النابض بالحيوية، الذي أقصده لا يخرج عن إطار الزخم الجماهيري الهائل، الذي تواجد فوق المدرجات، هاتفاً ومشجعاً، وكيف ان هدير الأصوات الصاخب يصنع أجواء رياضية خالصة، تدفع اللاعبين كي يقدموا كل ما لديهم من جهد وطاقة وعطاء ليرسموا فيضاً واسعاً من الابتسامات على وجوه هذه الجماهير التواقة والمُحبة والعاشقة.
مبروك للشباب الرفحي التتويج بالدوري الممتاز، للمرة الثالثة، من أصل 16 إنجازاً، وتحية إكبار وتقدير وإعزاز لاتحاد الشجاعية، الذي أشعل قناديل الدوري فتوهجت بفعل ضغطه المستمر والدؤوب على الزعيم الرفحي حتى الأنفاس الأخيرة من المسابقة، وكانت مطاردته سبباً جوهرياً في الإقبال الجماهيري، وهو ما يميز ملاعب غزة عن سائر ملاعب الوطن الفلسطيني، وهذا ما ينبغي البناء عليه تمهيداً لعودة غزة الى ريادتها في كرة القدم تحديداً، خصوصاً ان العنصر الأهم في معادلة إثراء الكرة والارتقاء بها يعتمد، بالدرجة الأولى، على الجماهير، وهو عنصر تأكد بالدليل القاطع انه حاضر، بقوة، في ملاعب غزة، ما يتطلب من صانع القرار الرياضي ان يسعى الى استثماره على افضل وجه، لا سيما لجهة عنصر التسويق، وهو من العناصر المؤثرة في عملية النهوض، لكننا مع شديد الأسف نعاني من ضمور وضعف على هذا الصعيد.
أجدد التهنئة لشباب رفح تتويجه بأمجد الألقاب، ولا يفوتني تهنئة اتحاد الشجاعية على احتلال المركز الثاني، متوجاً برقم قياسي، هو عبارة عن مراكمة عشرة انتصارات، على التوالي.