منى ومحمد الكرد ويوم الشباب العالمي
كتب محمود السقا- رام الله
يصادف يوم الثاني عشر من شهر آب من كل عام يوم الشباب العالمي، والذي أدرجته هيئة الأمم المتحدة ضمن أجندتها العام 1999، ودأب الشباب الفلسطيني على إحياء هذا اليوم، من أجل إيصال رسائلهم الى العالم، وتتضمن ما يكابدونه من ويلات وحرمان دائم ومقيم بفعل احتلال يُصر على قتل روح الأمل في دواخلهم ونفوسهم، لأنه يعي، تماماً، أن شباب هذا الوطن هم غدُ فلسطين الزاهر ومستقبلها المُشرق، وعلى كاهلهم يقع تحرير الأرض السليبة.
في يوم الشباب العالمي، فإن المطلوب التفاتة جدية لواقع الشباب الفلسطيني، الذي يعاني من الظلم والطغيان والعسف، فالبطالة بلغت ذروتها، والحصار قائم وتتضاعف حلقاته، يوماً اثر آخر، والملاحقة والمطاردة المحمومة يمارسها الاحتلال بكل ما أوتي من سادية.
رغم كل هذه المثبطات المدروسة والمبرمجة، فإن الشباب الفلسطيني مُصر على الحياة، وماض بهمة ونشاط ودأب في مشروعه التحرري وصولاً الى إقامة دولته بعاصمتها القدس الشريف، والعيش بأمن وكرامة وحرية.
لقد ضرب الشباب الفلسطيني أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة والإقدام والاعتماد على الذات والتغلب على الظروف، وإذا أردنا أن نتسلح بالأمثلة، التي تجسد هذا المنطق فهي من الكثرة الكاثرة، ويحضرني، هنا، الشقيقان المقدسيان المبدعان محمد ومنى الكرد، وهما من سكان حي الشيخ جراح، الذي يتعرض لهجمة احتلالية مسعورة تستهدف اقتلاع سكانه من منازلهم، التي توارثوها، أباً عن جد، فقد برع الاثنان في إضاءة معاناة سكان الحي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر الهاتف النقال.
لقد أصبحت قضية الشيخ جراح قضية رأي عام عالمي بفضل موهبة وإبداع الشقيقين.
منى ومحمد الكرد نموذج فريد لشريحة واسعة من الشباب الفلسطيني المبدع، فحريّ بالجهات الرسمية أن تكرم مثل هؤلاء في يوم الشباب العالمي، وأن تفتح في وجوههم نوافذ وطاقات الأمل.