كلام في الإعلام.
.
كتب محمود السقا- رام الله
الكاتب الجاد
والمخلص والأمين والموضوعي، بات عملة نادرة في هذه الأيام، لكن العزاء الوحيد ان
مثل هذا الصنف الجيد موجود، ما يجعلنا نطمئن الى ان كلمة الحق ستبقى حاضرة، وهذا
هو الأهم.
الكاتب
الذي يتسامى عن المجاملة، التي قد تصل في بعض الأحيان الى حدّ النفاق الصارخ
والصادم، هو الذي ينشد إحداث نقلة نوعية، أكان في حقل الحركة الرياضية أم سواها من
الحقول.
إصرار
وحرص الكاتب او الصحافي على مواكبة الأحداث، أولاً بأول، من خلال المتابعة الأمينة
لنبض الحركة الرياضية، وإبداء الرأي بمنتهى الصدق والشجاعة بعيداً عن التجريح
والتشهير والقدح والتطاول، هو الذي يساهم في البناء والنهوض بآرائه الرصينة
وأفكاره الثرية ومقترحاته الهادفة.
قناعتي
التي لن أحيد عنها أن الإعلام شريك فعلي ودائم في كافة قطاعات المجتمع، ومن ضمنها
الحركة الرياضية، وليس ثمة داع للتوجس والخوف منه أو شيطنته.
عندما
يثير الكاتب او الصحافي قضايا حيوية وذات قيمة وشأن، ويبدي رأيه حيالها فلا يعني
انه يبحث عن أخطاء، هنا وأخرى هناك، بقدر ما يتطلع الى المساهمة في بناء مستقبل
واعد لبلده وللأجيال، ومثل هذا الأمر ينبغي أن يُقابل بالاحترام والتقدير
والعرفان، مع تسليمي ان هذا واجب الإعلام والمشتغلين في حقوله ولا شكر على واجب.
الصحافة
بكل ألوانها وفروعها، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت الرئة التي تتنفس
من خلالها مكونات الحركة الرياضية، أكانت فرق نادوية أم منتخبات وطنية ام اتحادات
رياضية.
من دون صحافة جادة وأمينة ومهنية، فان الحركة الرياضية تبدو
وكأنها كما الصحراء القفراء التي لا تغري على التفاعل معها والالتفات اليها.
دور
الصحافة الجوهري ينهض على لعب دور الرقيب وإذا تخلت عن هذا المسار، فإنها تفقد
واحداً من أهم عناصرها، وسوف يعاقبها القراء بالازدراء والصدود وهو الأشد إيلاماً
ووقعاً على النفس.