شعار مُستهلك ومُبتذل..!
كتب محمود السقا- رام الله
اختتمت، أول
من امس، منافسات أولمبياد "طوكيو 2020" وسط أجواء احتفالية صاخبة
ابتهاجاً بنجاح الحدث الرياضي الكوني على نحو لافت، وربما غير متوقع، وكان اكثر
الأشخاص سعادة وغبطة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "توماس باخ"، لأن
نجاح الأولمبياد جاء في ظل جائحة كورونا، وكانت سبباً مباشراً في إرجاء الحدث مدة
عام.
كالعادة،
فقد تبوأت الولايات المتحدة الأميركية جدول ترتيب الميداليات برصيد 113 ميدالية،
وحلّت الصين في المرتبة الثانية برصيد 88، وحقق العرب قفزة واعدة في رصيدهم
فحصدوا، مجتمعين، 18 ميدالية، 5 ذهبيات، ومثلها فضية، و8 برونزية.
الملاحظ
في حصاد الأولمبياد، وتحديداً على الصعيد العربي، أن الألعاب الجماعية أخفقت في
الأولمبياد رغم أنها تحظى بنصيب الأسد من حيث الدعم الحكومي والرعايات الضخمة،
فكرة القدم المصرية والسعودية غادرت، في حين نجحت كرة اليد المصرية في بلوغ المربع
الذهبي، وهو إنجاز رفيع، وكان أبطال مصر يمنون النفس بالحصول على واحدة من
الميداليات إلا أن ذلك لم يتحقق.
وحدها
كرة الطائرة الشاطئية، وهي لعبة جماعية، حظيت بالميدالية البرونزية، وحصدتها قطر
في حين أن الألعاب الفردية والقتالية فرضت حضورها وحظيت بنصيب الأسد على صعيد
الميداليات، وفي مقدمتها: التايكواندو والكاراتيه والسباحة وسباقات المسافات
الطويلة.
حصد
ميداليات عن طريق الألعاب الفردية، ينبغي أن يدفعنا، نحن في فلسطين، كي نوليها
عنايتنا ورعايتنا واهتمامنا، ومن المهم أن تدفع القائمين على مقدرات الحركة
الرياضية كي يشرعوا في التأسيس لبنية تحتية نموذجية وعصرية لهذه الألعاب، وهو ما
نفتقد إليه، فلا وجود لمضمار أولمبي ولا لحوض سباحة أولمبي ولا لصالات عصرية، ولا
شك أن غياب هذه العناصر الأساسية في عملية البناء والتأسيس سوف تبقينا نتابع
بلداناً أخرى وهي تحقق الإنجاز تلو الآخر، ونحن نكتفي بالمشاركة من اجل المشاركة،
وهو شعار بات مستهلكاً ومبتذلاً.