البيئة الجاذبة والطاردة
كتب محمود السقا- رام الله
عندما تسود
لغة المنطق والعقل، وتفرض حضورها، ويكون لها مساحات واسعة في حسابات صانع القرار،
أكان رياضياً أم سياسياً، فإن النتائج المهمة والإيجابية سوف تأتي حتى وإن تأخرت
لبرهة من الوقت، لكن معانقة الإنجازات تبقى مسألة وقت ليس إلا.
أما
عندما تقفز لغة الاستعلاء الممزوجة بِقصر النظر، انتصاراً لمقولة: "عنزة ولو
طارت"، فإن التعثر لا بد أن يطل برأسه ويفرض حضوره المكثف.
أكتب هذه العبارات في أعقاب فوز الرباع القطري، فارس حسونة،
بذهبية أولمبياد "طوكيو 2020"، وهي بالمناسبة الميدالية الذهبية الأولى
لقطر.
قصّة
البطل الأولمبي، الذي حطم الرقم القياسي بمجموع كلي في رفعتي: الخطف والنتر بلغ
402 كغم، كانت حديث المجالس الرياضية، والمادة الدسمة لمواقع التواصل الاجتماعي.
البطل الأولمبي الذهبي القطري، يعود في أصوله إلى مصر، لكن
اصطدام والده، وهو أيضاً رباع مرموق، مع الاتحاد المصري لرفع الأثقال، دفعه كي
ينسحب ويتنحى، وعندما وجد ضالته في قطر، التي قدرت إمكانيات ومواهب نجله لم تتردد
في احتضانه، خصوصاً أنه كان يسير على خطى والده متسلحاً بالموهبة.
القطريون،
كدأبهم، لم يترددوا في احتضان المواهب، ومن ضمنهم الفتى الذهبي الموهوب، ووفروا له
كافة مستلزمات النجاح والإبداع، وفي ظل بيئة جاذبة وليست طاردة، فإن من الطبيعي أن
يبذل البطل الأولمبي الغالي والنفيس في سبيل رد الدين للبلد، الذي تبناه واحتضنه
وقدّره، فكان أن رد التحية بأفضل منها برفع اسم قطر، عالياً، في المحفل الأولمبي
الكوني.
احترام
الكفاءات والمواهب وأصحاب الخبرات أفضل بداية على طريق الإنجازات وإهمالهم طعنة
مسمومة في خاصرة الوطن.