دعوة للقفز عن الحلول الترقيعية
كتب محمود السقا- رام الله
لا أدري إذا
كانت اللجنة الأولمبية تعتزم تقييم مشاركة بعثة فلسطين في أولمبياد "طوكيو –
2020" في أعقاب انتهاء مشاركتها، مكتفية بالمشاركة بعيداً عن لغة الإنجاز
والفوز، وبالمناسبة فإن هذا المنطق هو ما سبق ان نادى به الفرنسي
"كوبرتيان" مؤسس الأولمبياد الحديث عندما رفع شعاراً قوامه: "ليس
المهم ان تفوز، المهم ان تشارك".
أرى
ان جلسة التقييم، التي تفضي الى إيجاد رؤية بناءة وعملية تحكم مسيرة اللجنة
الأولمبية والاتحادات المنبثقة عنها من الأهمية، خصوصاً في ظل اقتراب بطلة مثل
هناء الخطيب من التأهل للدور الثاني في سباق 100م، ولم يَحل دون تأهلها سوى خمسة
أجزاء من الثانية، علماً أنها حققت رقماً وطنياً بزمن وقدره 12,16 جزء من الثانية،
أما الرباع محمد حمادة، ورغم انه احتل المركز الخامس والأخير، إلا انه سجل في رفعة
الخطف 137 كغم وفي النتر 173 كغم لينجح في تحسين رقمه السابق في رفعة النتر بمقدار
2 كغم، علماً انه تأهل للأولمبياد بعيداً عن البطاقة البيضاء الممنوحة لألعاب
السباحة والجودو والقوى، وبعيداً عن رصد موازنة طموحة لإعداد هذا البطل العصامي،
الذي تأهل بجهده وعرقه وكفاحه وإصراره.
معالم الرؤية، التي أطالب اللجنة الأولمبية بضرورة بلورتها، ينبغي ان تستند
الى توفير الدعم، الذي يُعول عليه في بناء أبطال قادرين على المنافسة.
إن
الحلول المجتزأة أو الترقيعية لا يمكن ان تبني حركة رياضية قادرة على الإثراء
والتنافس، إن المطلوب رصد موازنات قادرة على إعداد وصقل أجيال موهوبة، وهي
بالمناسبة متوفرة، في طول الوطن وعرضه، لكن ينقصها اهم عنصرين رئيسيين في صناعة
الأبطال، العنصر الأول: تخصيص موازنات ثابتة للاتحادات الرياضية، دون استثناء، مع
تسليمي بوجود تفاوت، والعنصر الثاني: توفير البنى التحتية الحديثة، فهل يُعقل ألا
يتوفر مضمار أولمبي ولا مسبح أولمبي؟ وهل يُعقل ان البنى التحتية في الجامعات
الأهلية افضل حالاً وشأناً من منشآت الحركة الرياضية، التي يفترض ان تتقدم أشواطاً
على هذا الصعيد؟