كتب محمود السقا- رام الله

بالأمس، كتبت في هذه المساحة وقلت: ان هناك "لقاءات مبرمجة" في منافسات الأولمبياد بنسخته الثانية والثلاثين في أعقاب وقوع بطل الجودو الجزائري فتحي نورين بمواجهة الإسرائيلي "توهار بونيول" ما دفع ابن الجزائر البار الى إعلان انسحابه الفوري غير عابئ ولا مهتم بما سوف يترتب على خطوته، وهي بالمناسبة ليست الأولى بل سبق له وان انسحب في العام 2019.
  مشهد "اللقاءات المبرمجة" تكرر مع بطلة الجودو السعودية، تهاني القحطاني، وزن 78 كغم، فقد أوقعتها القرعة في مواجهة الإسرائيلية "هيرشكو راز"، ما ترتب على ذلك ردود أفعال على مواقع التواصل الاجتماعي.
  لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ان بعثة فلسطين المشاركة في محفل الأولمبياد الكوني فوجئت بتسجيل بطل الجودو الفلسطيني، ابن مدينة القدس، وسام أبو إرميلة، على انه من مواليد دولة الكيان الصهيوني الغاصب، وهي مخالفة صارخة وبائسة، لأنها تضرب بالقوانين عرض الحائط.
في تقديري، ان ارتكاب هذا الخطأ متعمد، ولا يمكن التعاطي معه بحسبانه يتدثر ثوب البراءة، فالجميع يدرك ان المدينة المقدسة محتلة، وعلى رأسهم هيئة الأمم المتحدة، وان التعاطي معها باعتبارها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، ينطوي على خطأ جسيم ومتعمد، وقد حاول الاحتلال بكل ما أوتي من خبث ومكر ودهاء الترويج لذلك، لكنه في كل مرة يسجل الإخفاق تلو الآخر، وكانت آخر صفعة تلك التي لطمها نادي برشلونة الإسباني على وجه القائمين على نادي بيتار الإسرائيلي، لسان حال اليمين المتطرف برفض اللعب في القدس.
  لقد انتزعت إدارة بعثة فلسطين في الأولمبياد أثمن وأنفس ميدالية عندما سجلت اعتراضها الحانق، فما كان من اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة العليا إلا ان سارعتا الى الاعتذار عن الخطأ، في ظل تأكيدات ان إحدى الشركات الخاصة الراعية هي مَنْ ارتكبته.