هدايا الجزائر النفيسة لفلسطين
كتب محمود السقا- رام الله
عندما عقد
البطل الجزائري في رياضة الجودو، فتحي نورين، العزم على الانسحاب من أمام منافسه
الإسرائيلي في أولمبياد طوكيو 2020، فإنه كان يعلم، يقيناً، ان سيف العقوبات سوف
يُشهر في وجهه، أكان من اللجنة المنظمة للأولمبياد، أم من اتحاد الجودو الدولي،
لكنه لم يحفل لذلك أتدرون لماذا؟
لأنه مؤمن بسلامة خطوته ووجاهتها، ومقتنع ان ما بادر إليه إنما
يصب في قنوات الدعم اللامحدود لفلسطين ولقضيتها العادلة، فضلاً عن التأكيد على ان
التطبيع، المبرمج، لن ينطلي على شريحة الشرفاء من أمثال فتحي نورين، فاللعب مع
"توهار بوتبول"، الذي يمثل دولة ما زالت تحتل فلسطين، وتسعى جاهدة من
اجل تغيير معالمها بتسريع وتائر الاستيطان وبجدران الفصل العنصري، لن يتحقق.
إن
حرص قيادة الحركة الرياضية على الالتقاء مع البطل الجزائري، والذي فاز بحب
الفلسطينيين، مجمعين، إنما هي عبارة عن لفتة طيبة، لأنها تحمل في ثناياها كافة
ألوان التقدير والعرفان رداً على الموقف العروبي الأصيل والنبيل والمتوقع، ليس هذا
فحسب بل ان الالتقاء مع البطل الجزائري في قلب القرية الأولمبية، ينطوي على إصرار
قيادة الحركة الرياضية بالرفض المطلق لكافة أشكال التطبيع، خصوصاً في ظل دولة
احتلال تمارس مختلف ألوان البطش والتنكيل بأبناء الوطن الفلسطيني.
إن
اعتزام تدشين جدارية تحمل في واجهتها صورة البطل الجزائري في مجمع فلسطين، خطوة في
الاتجاه الصحيح والذكي، لأنها تؤشر الى ان أبناء فلسطين، يُثمنون، عالياً، كل مَنْ
يصطف الى جانبهم، داعماً ومؤيداً ومنتصراً، لقضاياهم العادلة، وأرى ان تطوير هذه
الخطوة من الأهمية بحيث يتم التفكير بجدارية ضخمة تحمل صور كافة الأبطال العرب
والمسلمين وشرفاء العالم من أصحاب الضمائر النقية، الذين سبق وان انسحبوا من أمام
إسرائيليين انتصاراً لفلسطين ورفضاً قاطعاً للتطبيع مع دولة احتلال ماضية في غيّها
وغطرستها وعبثيتها.