كتب محمود السقا- رام الله

رغم المحاولات الحثيثة لفصل الرياضة عن السياسة إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، لأن الرياضة تمتلك وهجاً وتأثيراً تدفع المشتغلين بالشأن السياسي لتوظيفها، من اجل تحقيق غايات وأهداف طابعها رياضي، لكن فحواها وجوهرها سياسي بحت.
 الفصل الأكثر إثارة ودراماتيكية، وقد حفل بكل ألوان البؤس تم التعبير عنه، من خلال شاشة مجموعة قنوات CNBC الأميركية، عندما تم عرض خارطة مجتزأة لفلسطين لحظة دخول الوفد الفلسطيني المشارك في منافسات دورة الألعاب الأولمبية، التي تدور رحاها، حالياً، في طوكيو.
 الخارطة المجتزأة أثارت حفيظة الفلسطينيين، وكل شرفاء العالم، خصوصاً الذين يتفيئون ظلال العدالة، ويقفون بصلابة وثبات في وجه الظلم والقهر والطغيان والافتراء والتدليس.
 العزاء الوحيد أن الخارطة المجتزأة، التي عرضتها الشاشة الأميركية ليس للجنة المنظمة العليا في الأولمبياد أي علاقة بها، فقد تطوعت القناة الأميركية بتجزئة خارطة فلسطين خدمة منها للحركة الصهيونية، من أجل كسب ودها والتقرب منها زلفى.
 حادثة الخارطة المجتزأة، ينبغي ألا تمر دون وقفة جادة ومسؤولة، بل ينبغي ملاحقة القناة قضائياً، على فعلتها الشنعاء والمقصودة، وأنا على ثقة ويقين أن اللجنة الأولمبية الفلسطينية سوف تكسب القضية، بكل سهولة ويسر، فضلاً عن أن إثارة هذه المسألة إنما تخدم واقع القضية الفلسطينية، من خلال تسليط المزيد من الأضواء على معاناتها، وعلى الدور اللامسؤول واللاأخلاقي، الذي يمارسه بعض المنابر الإعلامية الغربية، ومن ضمنها شاشة CNBC خدمة منها لدولة الاحتلال، التي تواصل احتلالها لفلسطين وسرقة مواردها الطبيعية وأراضيها وتحويلها إلى مستعمرات تجلب لها مَنْ يسكنها من مختلف بلدان العالم في الوقت الذي تحظر على أبناء الأرض الأصليين حق العودة والاقامة في وطنهم.