العمور والبهداري و"بيبي"..!
كتب محمود السقا- رام الله
هناك مَنْ سجل
استغرابه ودهشته في أعقاب تعاقد إدارة مركز بلاطة مع اللاعب المخضرم إسماعيل
العمور.
سبب المفاجأة أو الدهشة، يكمن في أن العمور قد تقدم به العمر،
وأن التعاقد معه ربما يندرج في إطار المغامرة غير المحسوبة العواقب، فاللاعب عندما
يتقدم به العمر، خصوصاً في بلدان الدول النامية، فإن مستواه المهاري والفني
واللياقي يتراجع بشكل لافت، وفي تقديري أن هذا الكلام ينطوي على قدر كبير من
الصحة، لكن يجب عدم التعاطي معه كقاعدة ثابتة ومسلم بها، فهناك لاعبون تخطوا
السابعة والثلاثين من أعمارهم ومع ذلك فما زالوا يقدمون مستويات طيبة، وتفوق في
تأثيرها وانعكاساتها أداء اللاعبين الشباب، الأكثر حيوية وعنفواناً، ويقفز الى
تفكيري، هنا، كابتن منتخب فلسطين الأول، عبداللطيف البهداري، فهو ما زال سخي الجهد
وموفور العطاء، بدليل أنه اعتزل اللعب الدولي، لكنه عاد وارتدى قميص الفدائي نظراً
للحاجة الماسة له في العمق الدفاعي، ومنذ ابتعاده عن صفوف الفدائي والنتائج في
حالة تراجع وانحدار واضحين.
المدافع البرتغالي "بيبي"، يبلغ من
العمر تسعة وثلاثين عاماً ومع ذلك ما زال حاضراً بقوة في صفوف منتخب بلاده،
وتحديداً في منطقة العمق الدفاعي، وقد قدم درساً حافلاً بالبلاغة للمدافعين بقدرته
على ترجمة 18 تدخلاً ناجحاً مع فريقه "بورتو"، أحبط من خلالها آمال فريق
يوفنتوس الايطالي، بإزاحته عن طريقه، خلال منافسات دوري ابطال اوروبا الماضية.
حيوية اللاعب وحضوره، وهو في مراحل متقدمة من
العمر، يعتمدان عليه من حيث المحافظة على لياقته ورشاقته بالمواظبة على التدريبات
والمحافظة على غذائه ونومه والابتعاد عن السلوكيات السلبية والضارة وفي مقدمتها
التدخين والسهر.