دروس المونديال الأوروبي
كتب محمود السقا- رام الله
الدروس التي
أفرزتها بطولة أمم أوروبا 2020 وأسدلت ستائرها، يوم أول من أمس، كثيرة، وهي عبارة
عن خارطة طريق لكل مَنْ يمعن النظر في تفاصيلها لعل وعسى أن يستفيد من مخرجاتها.
إيطاليا المتوجة باللقب الثاني، نهضت بقوة بعد الانتكاسة الكبرى، التي
تعرضت لها بعدم القدرة على التأهل لمونديال 2018 الروسي، وفي تقديري أن مقولة
"الضربة، التي لا تميتك، فإنها تحييك" قد انطبقت على
"الآتزوري"، فالطليان لم يجتروا أحزانهم لمجرد احتجابهم عن المونديال
الروسي، بل سارعوا إلى العمل، وسعوا إلى تطوير المسابقة الأهم وهي الدوري، وعهدوا
إلى المدرب "مانشيني" ليقود ثورة العودة إلى الأمجاد الغابرة، وكان عند
حسن الظن، وهذا يؤكد أن الانتصار للكفاءات والمواهب يتقدم على الانتصار للولاءات،
لأن أصحاب الشريحة الأولى منتجون ومعطاؤون بينما أصحاب الشريحة الثانية مستفيدون
ومنتفعون وكل همهم الحفاظ على مصالحهم.
خسرت انكلترا النهائي بسبب نهج التحفظ السقيم، الذي مارسه المدير الفني
"غاريث ساوثغيت" لمجرد أن تقدم في الدقيقة الثانية، فكانت دعوة صريحة
ولا أروع قدمها للطليان كي يتقدموا بمنتهى الشجاعة والجسارة حتى حققوا هدف التعادل
في الشوط الثاني، وواصلوا الامتداد ولم يتراجعوا كما فعل مدرب منتخب "الأسود
الثلاثة".
درس آخر برز على سطح "يورو 2020"، وقد تم التعبير عنه بأن لاعبي
الخبرة هم الذين تصدروا الواجهة، فالمدافع "بونوتشي" الذي يقترب عمره من
الخامسة والثلاثين ضرب المرمى الإنكليزي، وهو المدافع، الذي بدا وكأنه في مقتبل
العمر، وهذا ما رسخه "رونالدو" عندما توج هدافاً للمسابقة برصيد خمسة
أهداف وهو في سن السابعة والثلاثين ليؤكد أن التقدم في العمر لا يقف حائلاً في
طريق الإبداع والعطاء، شريطة البذل والتضحية والمواظبة على التدريبات، علماً أن
منتخب البرتغال غادر المنافسات من الدور ثمن النهائي.