زِي "الفدائي" والحاجة للتغيير
كتب محمود السقا- رام الله
اختار اتحاد
الكرة الأوكراني، بذكاء شديد، وضع خريطة بلده، متضمنةً شبه جزيرة القرم، التي
ضمتها روسيا العام 2014، على القميص الذي ارتداه لاعبو المنتخب في منافسات
"يورو 2020"، التي تدور رحاها، حالياً، في 11 مدينة أوروبية.
المعنى السياسي لهذه
اللفتة واضح، تماما، وهو أن أوكرانيا تتمسك بشبه الجزيرة.
وقد أثار تصميم القميص
على هذا النحو حفيظة الروس، لكن شكواهم لم تكن مُجدية، لأن القانون الرابع في
قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لا يضع خرائط الدول ضمن الرموز السياسية،
إذ يحظر أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية.
وطالما ان الشيء بالشيء
يذكر، وان لكل مقام مقالا، فإنني أتمنى على صانع القرار الرياضي ان يوعز لذوي
الشأن، من اجل الشروع في إجراء بعض التغييرات المهمة على زي المنتخبات الوطنية
الفلسطينية، وفي مقدمتها "الفدائي الأول"، بحيث تتم إضافة الكوفية
الفلسطينية إما على الجزء العلوي في القميص، او تحت الإبط، وعلى الأجناب بالنسبة
للسراويل، فالكوفية الفلسطينية واحدة من الرموز الفلسطينية التي انحفرت في عقول
الفلسطينيين، لأن الشهيد الرمز ياسر عرفات كان يعتمرها وظل متمسكاً بها حتى حقق
أمنيته بالموت شهيداً.. شهيداً.. شهيداً.
إن فلسطين أشد ما تحتاج
إليه التأكيد على هويتها وإرثها، ولأن الرياضة، عموماً، وكرة القدم على وجه
الخصوص، أصبحت أهم وسيلة فعالة ومؤثرة في عملية الترويج، فإن إعادة النظر في زي
"الفدائي" ينبغي ان تكون على رأس أولوياتنا، وأرى ان طرح الفكرة على
كليات الفنون الجميلة في الجامعات الفلسطينية سوف يترتب عليه نتائج في غاية
الأهمية، شريطة ان تتم مراعاة مزج الجانب الوطني بالجمالي في زي المنتخبات الوطنية
كافة.