سرية رام الله والعودة السريعة
كتب محمود السقا- رام الله
على قاعدة:
"الضربة التي لا تُميتك، فإنها تحييك"، انطلق فريق سرية رام الله السلوي
في مرحلة بناء جديدة معتمداً على أحد أبنائه البررة، إبراهيم المصري، ووضعه على
رأس العارضة الفنية، فكان خياره الانتصار للدماء الشابة، التي عادة ما تحفل
بالحيوية والديناميكية، وهما عنصران أساسيان في عالم الكرة البرتقالية وسواها.
فريق السرية، كان حتى عهد قريب جداً من أقطاب ورموز كرة السلة على مستوى
الوطن، وكان الرافد والشريان الرئيس والمغذي لكرة السلة الفلسطينية، سواء لجهة
المنتخبات الوطنية أم في الجانب المتعلق بالإعداد والصقل، من خلال احتضان الدورات
على اختلافها، تحكيمية وتدريبية وإدارية، وكثيراً ما كنا نواكب هذه الدورات في
قاعات السرية، إلا أن خطأ إدارياً مؤسفاً ومتسرعاً هوى بفريق السرية إلى درجة أدنى
بقرار صائب من المحكمة الرياضية، التي نظرت الأمر، واتخذت قرارها القاضي بهبوط
الفريق للدرجة الأولى.
قيادة السرية لم تتحوصل ولم تنكفئ على نفسها بل سارعت إلى العمل بكل جدية
وانضباط والتزام، وهذا بالمناسبة هو نهجها، الذي يعرفه ويدركه كل مشتغل في عالم
الحركة الرياضية، فأنشطة السرية متعددة وكثيرة الأوجه لكن الرئة التي تتنفس من
خلالها هي كرة السلة، ذكوراً وإناثاً، وهي واجهة في هذه اللعبة.
بسرعة غير معهودة، وربما غير مسبوقة، عادت سلة السرية ونهضت "منتصبة
القامة تمشي" لتجد نفسها تشق الطريق حتى استقر بها المقام في نهائي كأس جوال،
متخطية الفريق تلو الآخر لتبعث بذلك إشارات واضحة المعاني والمضامين وهي أنها
حاضرة وبكل ما أوتيت من قوة وبأس إلى عالم الأضواء، الذي اعتادت عليه منذ بزغ
فجرها لتقابل في النهائي الجار والشقيق أرثوذكسي رام الله اليوم في صالة الجامعة
العربية الأميركية، بالتوفيق للفريقين.