لهذا السبب أنجز "الفدائي" المهمة المزدوجة
كتب محمود السقا- رام الله
إذا أردنا ان
ننشد التقدم والاصطفاف في أماكن الكبار، فإن أول ما ينبغي التفكير به المسارعة الى
حمل لواء التغيير، فهو السبيل الوحيد، الذي يفضي الى التقدم، ومن دونه فإننا سنبقى
أسرى لدائرة الموت البطيء والحتمي.
تغيير
الجهاز الفني لـ"الفدائي" بناء على استقالة تقدم بها، حرّك المياه
الراكدة، التي غاص فيها المنتخب الوطني، وكادت تطيح به خارج قواعد تصفيات دوري
المجموعات آسيوياً.
بفضل التغيير، الذي يُفترض ان يكون نهج حياة لدى صانع القرار
الرياضي، فإن الروح الوثابة عادت لـ"الفدائي" ما انعكس بالإيجاب على
أدائه ونتائجه وإنجازاته المهمة.
بالأمس،
واصل "الفدائي" إطلالته البهية، وتأهل باقتدار لنهائيات كأس العرب
المقررة في قطر نهاية العام الجاري، وجاء التأهل بانتصار مؤزر على حساب منتخب جزر
القمر وبخماسية أكدت على حيوية وديناميكية ونجاعة "فرسان الوطن"، مثلما
أكدت ان "الفدائي" خلع أردية التحفظ، التي كانت جزءاً من شخصيته،
واستعاض عنها بروح المبادرة والامتداد الجسور وبحسابات نحو ملعب المنافسين، وهذا
ما حصل لمجرد ان ضُرب مرمى "الفدائي" بهدف مفاجئ في الدقيقة الخامسة من
اللقاء، فكان الرد عبارة عن طوفان من الهجمات المنوعة، التي أجبرت لاعبي جزر القمر
على التمترس في ملعبهم.
نجاح "الفدائي" بإنجاز مهتمين
مزدوجتين بالتأهل لتصفيات دوري المجموعات، قارياً، واقتطاع تذكرة العبور لنهائيات
كأس العرب، إقليمياً، ينبغي ان يُقابل بسلسلة من التدابير والخطوات، يصطف في
مقدمتها مكافأة أسرة "الفدائي"، مجتمعة، والبدء باستمزاج آراء النخب
التدريبية الكروية والإدارية والإعلامية والأكاديمية الرياضية حول طبيعة وشكل
المنافسات الرسمية، وفي مقدمتها الدوري، من خلال التركيز على افضل الآليات والصيغ،
التي من شأنها إثراء واقع الكرة الفلسطينية، والنأي بها عن الطابع التقليدي المتبع
في إدارتها.