المطلوب من "الفدائي" في الدوحة
كتب محمود السقا- رام الله
الانتصاران
الكاسحان اللذان انجزهما "الفدائي" بكفاءة عالية في مشوار التصفيات
التمهيدية المزدوجة المؤهلة لمونديال 2022 ونهائيات أمم آسيا 2023 أمام سنغافورة
واليمن، بفوزه برباعية على الأول وبثلاثية على الثاني، ينبغي ألا تجعلنا نقفز عن
بعض المآخذ، التي كانت حاضرة، وتحديداً في لقاء اليمن، فقد لوحظ غياب اللعب من
اللمسة الأولى، وإصرار العديد من اللاعبين على الاحتفاظ بالكرة، فكان يتم
استخلاصها وانتزاعها، في الكثير من الأحيان، والشروع ببناء هجمة على مرمى
"الفدائي".
هذا
النهج، غير الصحيح والمؤذي قطعاً، من المهم التخلص منه، وهذا دور الجهاز التدريبي،
الذي أضفى حيوية ونشاطاً على أداء "الفدائي"، من خلال اتباع أسلوب ونهج
جديدين، وفي مقدمة ذلك التخلي عن الحذر الدفاعي المبالغ فيه، والاستعاضة عنه
بالامتداد الجسور والشجاع لملعب المنافس وتهديده المبكر، وهو ما يعني
الكثير..الكثير، فهو يعني توجيه رسائل مهمة تتضمن بقاء لاعبي الفريق المنافس في
ملعبهم بحيث يساهم في نزع روح المبادرة من أدائهم.
اللعب من اللمسة الأولى من الأهمية اعتماده وممارسته أمام منتخب جزر القمر
الغامض، لأنه يمتلك لاعبين يحترفون في دوريات أوروبية كفرنسا وبلجيكا والبرتغال،
ما يعني ان عنصر القوة واللياقة البدنية والانقضاض على الكرة هو ما يميز أداءهم،
وكي نقلل من تأثير هذا الثالوث، فإن اللعب من اللمسة الأولى وإيصال الكرة للزميل
البعيد عن ضغط المنافس هو الأسلوب الأمثل، الذي يُبقي "الفدائي" حاضراً
سواء على صعيد غزو الشباك أم على نطاق فرض الحضور الميداني في كافة أرجاء الملعب.
بالتوفيق لرجال "الفدائي"، الذين نراهن على روحهم القتالية
الخالية من ارتكاب الأخطاء.