شريط الأخبار

بطاقة حمراء لهذه الجريدة

بطاقة حمراء لهذه الجريدة
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

عندما يرتكب أي لاعب خطأ متعمداً، أكان في صندوق الجزاء في ملاعب الكرة او الاعتداء بالضرب على زميل، فأن العقاب عادة ما يكون الطرد بالبطاقة الحمراء، باعتباره سلوكاً عنيفاً ولا أخلاقياً.
في عالم الصحافة والاعلام والكلمة المكتوبة، هناك مَنْ طلب برفع البطاقة الحمراء في وجه أشهر وأكثر صحيفة تأثيراً ورواجاً في فرنسا، إنها جريدة "لكيب" اليومية الرياضية، لأنها غمزت من قنوات الرياضة على السياسة، بعنوان بارز وعريض على غلاف الصفحة الاولى في أعقاب فوز فرنسا على ألمانيا في لقاء الافتتاح في يورو 2021، يقول: "كما في 18"، في اشارة الى فوز فرنسا على المانيا في نهائيات كأس العالم عام 2018، لكن عدم كتابة التاريخ كاملاً والاكتفاء برقم 18 دفع الكثيرين الى تفسير العنوان بأنه تلميح سياسي الى الحرب الدموية بين فرنسا وألمانيا عام 1918، في حين اعتبره آخرون إشارة الى خطاب الجنرال "شارل ديغول" عبر اذاعة "بي بي سي" في لندن عندما دعا الى عدم وقف القتال ضد المانيا النازية.
عنوان صحيفة "ليكيب" حافل بالغموض وحمّال أوجه، من هنا فإن باب التفسير والتأويل انفتح على مصراعيه، وكان يُفترض بالمحرر ان ينأى بنفسه وصحيفته عن أثقال وتبعات الماضي السحيق، وما حمله من مآس وكوارث، فقد ازهقت ملايين الأرواح في الحرب التي شنتها ألمانيا على فرنسا وسائر دول اوروبا.
السفير الألماني في فرنسا حاول تهدئة الموقف بتعليق نشره على نافذة "تويتر" قال فيه: "تحيا الصداقة الألمانية – الفرنسية".
من المهم ان يدرك كل المشتغلين بالصحافة ان الكلمة او ما شاكلها كما الرصاصة حين تُطلق فلا تسترد، فلنتق الله في عباراتنا خصوصاً اذا كانت استفزازية ومتعمدة بهدف الإثارة ولفت الانتباه، إن الكلمة البذيئة تُفصح، بوضوح، عن شخصية صاحبها بعكس الكلمة الطيبة والصادقة.

مواضيع قد تهمك