غياب المجاملات يُعيد الهيبة لـ"الفدائي"
كتب محمود السقا- رام الله
رغم صخب المونديال
الأوروبي، التي تجري منافساته في احد عشر بلداً أوروبياً، ويتابعه الملايين، إلا
أن عشاق "الفدائي" آثروا مواكبة لقائه أمام اليمن، يوم أول من امس، ضمن
التصفيات التمهيدية المزدوجة المؤهلة للمونديال القطري 2022 ونهائيات أمم آسيا
2023.
حرص
عشاق "الفدائي" بالانحياز التام له على حساب لقاء كبير ومثير وممتع وشيق
مثل لقاء فرنسا وألمانيا، ضمن منافسات "اليورو" يؤكد أن الرموز الوطنية
الفلسطينية تتقدم عما سواها، وانها موضع اهتمام وترقب، وهذا ما حدث في لقاء فلسطين
واليمن، الذي تزامن مع لقاء فرنسا وألمانيا.
"الفدائي"
عزف على نفس وتر لقاء سنغافورة، فقد اكتسح اليمن بثلاثية، وهو الذي سبق وخسر أمامه
ذهاباً ليعزز في الأذهان مقولة إن في الحركة بركة، وان عنصر التغيير، إذا كانت له
أسبابه وموجباته، فإنه جزء لا يتجزأ من المضي، قدماً، في مشوار النجاح، وهذا ما
أخذ به القائمون على اتحاد الكرة عندما قبلوا استقالة نور الدين ولد علي المدير
الفني السابق لـ"الفدائي"، على ضوء النتائج المتواضعة، التي فرضت حضورها
في ظل قيادته، رغم ان الرجل مخلص وأمين وعاشق حقيقي لفلسطين ولكافة رموزها.
عزف
"الفدائي" على نفس وتر الانتصارات الكبرى يُحسب، أولاً، للطاقم الفني
حتى وان كان حديث عهد في القيادة الفنية، فهو الذي لم يُجامل في اختيار التشكيل
الأنسب، وانحاز للاعب الجاهز والقادر على ترجمة الأماني والطموحات الى حقائق،
فشاهدنا ان لاعباً كبيراً بحجم تامر صيام يجلس على مقاعد البدلاء، لأنه ليس جاهزاً
بدنياً، وهذا ليس ذنبه، بل ذنب الدوري المحلي، وسائر المسابقات، وهو ما يستدعي
وقفة جادة من جانب قيادة اتحاد الكرة.
أيضاً
من العوامل، التي أعادت الى "الفدائي" هيبته ووقاره ومكانته وجود لاعب
كبير الشأن والموهبة مثل عدي الدباغ فهو الذي صنع الفوارق، وهو الذي كان يُحول
ببرعة أنصاف الفرص الى أهداف حاسمة وقاتلة، وبالطبع، فإننا لا نقلل من شأن سائر
زملائه.