يُلقي تحية الوداع وهو في ذروة العطاء!
كتب محمود السقا- رام الله
اكثر شيء
يزعجني ويؤلمني أن اقرأ أو أسمع ان كفاءة أو موهبة أو رجلاً صاحب خبرات متراكمة،
ينسحب بعد تجربة طويلة وممتدة تاركاً خلفه سمعة مهنية طيبة، وسنوات من العمل الجاد
والمخلص، وهو ما زال في ذروة العطاء.
لا
ادري ما الذي يدفع شخصاً يحمل فوق كاهله خمساً وعشرين عاماً من سنوات العطاء على
المغادرة؟ ولماذا نسمح له أن يغادر؟
أحببت
أن اكتب هذه العبارات الاستهلالية في أعقاب قرار مفاجئ اتخذه المدير التنفيذي في
اتحاد الكرة، وليد لولو، ويتضمن وضع حد لمسيرته مع الاتحاد بعد 25 عاماً.
وحتى
لو كانت المبادرة شخصية، وانه قرر التنحي الطوعي فلماذا نتركه يفعل ذلك، وهو الذي
اكتسب على مدار السنين الطوال العديد من المهارات والخبرات، التي من شأنها إثراء
واقع الاتحاد والدفع به قدماً للأمام؟
لا
أدري ما هي الظروف، التي دفعت وليد لولو كي يلقي عصا الترحال، ويقفز من عربات قطار
الاتحاد؟
من المؤكد ان هناك أسباباً نحن نجهلها ولا نعلم عنها شيئاً، رغم ان
الرجل كان حريصاً، كل الحرص، على ان يختم مسيرته مع الاتحاد بعبارات ينبعث منها
الدفء، فقد حرص على ترك أثر طيب وهو يغادر عندما ابتهل الى الله، عز وجل، ان يكون
النجاح والفلاح والتوفيق حليف اتحاد الكرة في مسيرته.
لا
أعرف وليد لولو إلا بالاسم، ولم يسبق وان التقيت به، لكنني أرى فيه الرجل العصامي
المثابر والمكافح وصاحب الجهد والعطاء، وتأسيساً على ذلك فإنني أتمنى على اتحاد
الكرة ان يُسارع الى ثنيه عن خطوته الغريبة والإبقاء عليه، فاتحاد الكرة أشد ما يحتاج
إليه الاحتفاظ بأصحاب الخبرات والمواهب والكفاءة، لأنهم وحدهم القادرون على
الإثراء.