الاحتراف.. ما له وما عليه
كتب محمود السقا- رام الله
هناك كُتاب ورياضيون
يُعتد بأفكارهم، صبّوا جام غضبهم على الاحتراف، الذي شرعنا في تطبيقه موسم 2010 –
2011، واعتبروه رجسا من عمل الشيطان، لأنه أبقى الفرق النادوية أكان في دوري
المحترفين أم في الاحتراف الجزئي في دائرة الإفلاس والشح والعوز، ودفع القائمين
عليها كي يتحولوا إلى متسولين، ولكن بطريقة حضارية.
أين
يكمن الخلل، هل في تطبيق الاحتراف أم في اتحاد الكرة؟
شخصياً كنت أول مَنْ طالب بتطبيق الاحتراف، لكن وفق أسس وقواعد
ثابتة وراسخة وليست متغيرة أو متحورة، فالاحتراف يتطلب من الدولة أن تفتح صنابير
الدعم للأندية، وهذا حق وواجب وليس منّة لا من الحكومة ولا من سواها.
الدعم
الحكومي والموازنات المرصودة تستفيد منها الأندية والمراكز الشبابية واللجنة
الأولمبية، من خلال القناة الرسمية، والمقصود، هنا، المجلس الأعلى للشباب
والرياضة، فدور المجلس الأعلى يكمن في رصد الموازنات للأندية والاتحادات، ورسم
السياسات والبرامج الطموحة التي من شأنها إثراء واقع الشباب والرياضيين.
في
كل دول العالم، بما في ذلك التي تماثلنا في الظروف الاقتصادية مثل الأردن ولبنان
وسورية، فإن قطار الاحتراف يمضي، قدماً، من دون توقف، علماً أن الوضع المالي
لأندية البلدان المشار إليها بائس، لكن أحداً لم يرفع صوته ويعلن أن سبب الكوارث
يكمن في نظام الاحتراف.
الكرة
العالمية تتطور وتزدهر بفضل الاحتراف، وحتى في البلدان النفطية الغنية، فإن هناك
مَنْ يشكو من الاحتراف، وكلنا تابع كيف أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنقذ
الأندية من الإفلاس، من خلال ضخ مليار ونصف المليار ريال في صناديق الأندية.
في
المحصلة.. العيب ليس في الاحتراف بل بآليات الدعم، أكانت رسمية أم مصدرها القطاع
الخاص.