فلسطين ونادي سلتيك الإسكتلندي
كتب محمود السقا- رام الله
في المنعطفات
الحادة تظهر معادن البشر بأوضح صورها، فهناك مواقف تبعث على التقدير والاحترام
والعرفان، وأخرى تدعو إلى الأسى والأسف والحزن على الحالة البائسة التي وصل إليها
البعض بممارسة سلوك عدمي وفج.
في
الشدائد والمحن، تظهر الحقائق من دون أي رتوش، فالوضوح هو طابعها، أكانت إيجابية
أم مغرقة في سلبيتها وعبثيتها وسوء الحال التي آلت إليه.
ي ُصر القائمون على
نادي سلتيك الإسكتلندي أن يضربوا أروع وأنصع الأمثلة في الثبات على المواقف
المُشرفة التي يتسلحون بها، من خلال التضامن والتعاطف مع فلسطين وأبنائها البررة،
الذين يسطرون أروع صفحات المجد والفخار، من خلال وقوفهم بثبات وشموخ وأنفة في وجه
مجرمي ولصوص العصر، ليؤكدوا بوقفاتهم البطولية أن فلسطين ستبقى عصيّة على المحتلين
والغزاة، وأن رموزها الدينية والوطنية خطوط حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو
العبث بها.
نادي
سلتيك الإسكتلندي، الذي أبصر النور يوم 6 تشرين الثاني العام 1887 في مدينة
غلاسكو، بمبادرة من الراهب الكاثوليكي الإيرلندي "أندرو كيرانس"، بقي
وفياً لفلسطين وثابتاً في مساندتها، مادياً ومعنوياً، وقد كرس هذا النهج في كافة
الاعتداءات البربرية والهمجية، التي تعرض ويتعرض لها الفلسطينيون، وكلنا يتذكر
جيداً كيف أن مدرجات ملعب سلتيك تزينت بأعلام الوطن الفلسطيني العام 2016 خلال
لقاء جمع فريق سلتيك مع فريق يمثل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكيف أن الحناجر فوق
المدرجات كانت تردد عبارات مؤيدة وداعمة لفلسطين وفي مقدمتها "الحرية لفلسطين".
جماهير
"سلتيك" كررت نفس المشهد، مؤخراً، عندما عبّرت عن دعمها للقضية
الفلسطينية، بوضع أعلام فلسطين فوق مدرجات ملعب فريقها، قبل لقائه أمام "سانت
جونستون" في الدوري المحلي.