حرب الأعصاب تؤكد حضورها
لم تَعد منافسات الكرة مجرد صراع محموم ومتأجج في
أروقة الملاعب، فقط، بل امتد سحرها وعبقها وجنونها ليطال جوانب أخرى، ولعل أبرزها
العزف على وتر الجانب النفسي، جنباً الى جنب مع الشقين: البدني والرسم التكتيكي.
عشية لقاء "كلاسيكو الأرض"، المقرر،
اليوم، بين ريال مدريد وبرشلونة، سارع القائمون على "البارسا" لاستئجار
واجهة مبنى يُقابل إستاد "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد، وعلقوا
لافتة بمساحة مائة متر تحمل صورتي النجمين: "دي يونغ"
و"بيدري"، مُذيلة بعبارة تقول: "نتوق بفارغ الصبر".
نفس النهج سبق واتبعه رئيس برشلونة المنتخب،
حديثاً، "لابورتا" عندما استفز جماهير "الملكي" إبان حملته
الانتخابية، بلافتة ضخمة تحمل في أحشائها عبارة تقول: "أتطلع لرؤيتكم"،
وهي رسالة لأنصار "الريال"، الهدف منها تذكيرهم بحقبته الأولى الممتدة
من: 2003 ولغاية 2010 عندما كان رئيساً لبرشلونة، وهيمن ناديه على الساحتين
المحلية والأوروبية.
" كلاسيكو الأرض" لن
يبوح بكل أسراره، هكذا أحدس، وبالطبع لعدة اعتبارات، يقف في مقدمتها ان الفريقين لا
يريدان الخسارة، ما يعني ان لغة التحفظ ستكون حاضرة، لأن الخسارة معناها تبديد حلم
اعتلاء منصات "الليغا"، رغم ان أتلتيكو مدريد ما زال يتصدر المشهد،
لكن الفوارق بينه وبين برشلونة، أصبحت نقطة، ومع ريال مدريد ثلاث
نقاط، علماً ان هناك لقاءً سيجمع برشلونة وأتلتيكو في المرحلة الـ 35.
فنياً، فإن عملاقي إسبانيا في حالة ممتازة، وخير
دليل نسترشد به نتائجهما الإيجابية الخالية من الهزائم.
معركة الوسط ستكون
حاضرة بزخم، وفي تقديري أنها رمانة الميزان، ومَنْ يبسط هيمنته عليها سيكون الأقرب
للفوز.
لقاء الأمتار الأخيرة سوف يتفيأ ظلال شعار
قوامه: "الثأر" من جانب برشلونة، لأنه خسر، ذهاباً، 1-3 وتأكيد علو
الكعب بالنسبة لـ"الريال"، خصوصاً ان معنويات لاعبيه في الذروة بعد
الانتصار اللامع على ليفربول بثلاثية.