بانتظار قرارات آنية وحاسمة
كتب محمود السقا- رام الله
عادت الهزائم
الكبرى لترمي بظلالها الثقيلة على نتائج "الفدائي" في أعقاب خسارته
بخماسية مقابل لا شيء أمام مستضيفه منتخب الكرة السعودي لحساب التصفيات التمهيدية
المزدوجة المؤهلة لنهائيات مونديال 2022 وأمم آسيا 2023.
كنا
نعتقد، لدرجة الجزم، ان "الفدائي" تجاوز مرحلة ان تتلقف شباكه الاهداف
بأعداد وفيرة، نظراً لتطور الكرة الفلسطينية، من خلال انتظام مسابقات الاتحاد
الرسمية، لكن رجال "الفدائي"، ومع شديد الأسف بددوا هذا الاعتقاد
بخسارتهم المؤلمة، وفي تقديري ان لها من الأسباب ما هو كثير، يصطف في مقدمتها حالة
الرهبة، التي هيمنت على أداء اللاعبين بالرجوع المبكر والتحصن الدفاعي في الثلث
الاخير، ولا أدري اذا كانت هذه تعليمات المدرب أم لا؟
ولم
يتردد السعوديون في التقاط تلك الإشارة، وبدؤوا في شن طلعات على مرمى توفيق علي،
المهتز، ووصلوه بسهولة من كافة المحاور، وعلى وجه الخصوص الاطراف، وتحديداً المحور
الأيمن، والذي شغله موسى الفيراوي، كظهير، وكان مسرحاً لألعاب السعوديين في ظل عدم
قدرة الفيراوي باغلاق منطقته، وكان يفترض ان يتلقى المساندة من سامح مراعبة، لكن
الأخير بدا تائهاً، شأنه شأن السواد الاعظم من زملائه، باستثناء مصعب البطاط واحمد
قطميش وكلاهما كان حاضراً، سواء في الالتحامات او قطع الكرات.
لقد
افتقد "الفدائي" الى أشياء كثيرة لعل أبرزها: غياب التنظيم، وحلّت محله
العشوائية المفرطة، وقد تم التعبير عن ذلك، من خلال الأخطاء الساذجة، التي ارتكبها
اللاعبون فكانوا يشتتون الكرة بطريقة اقرب الى البدائية.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل غابت عن اللاعبين الروح القتالية والاصرار
والعزيمة، وهي التي كانت تصبغ أداء اللاعب الفلسطيني.
الخسارة الثقيلة، التي حلّت بـ "الفدائي" سوف تؤثر، حتماً، على
واقع الكرة الفلسطينية، ففي الوقت الذي أوجدت لها مكاناً لا بأس به فوق خارطة
الكرة الآسيوية، ها هي تنحدر بمستواها، من خلال نتيجة قاسية، وأرى ان تجاوز هذه
المحنة الحقيقية، تتطلب وقفة سريعة وجادة متوجة بقرارات حاسمة وناجعة بعيداً عن
الإرجاء والتسويف.