فلسطين والسعودية.. للتذكير فقط
كتب محمود السقا- رام الله
ذاكرة جماهير
الكرة الفلسطينية ما زالت تحتفظ بتفاصيل اللقاء الماراثوني المثير، الذي جمع
"الفدائي" والأخضر السعودي، ضمن منافسات التصفيات التمهيدية المؤهلة
لمونديال 2018 الروسي الغارب.
" أسود
كنعان"، وهو اللقب، الذي يُطلق على منتخب الكرة الفلسطيني، جنباً الى جنب مع
لقب "الفدائي"، قدموا، حينذاك، أروع ما في جعبتهم بقيادة المدرب الوطني،
الأكثر حضوراً، والأغزر إنتاجاً، عبدالناصر بركات.
رغم
ان نتيجة اللقاء آلت، في نهاية المطاف، لـ "الأخضر السعودي" بثلاثة
اهداف لهدفين، الا ان فرسان "الفدائي" كانوا في قمة حضورهم وألقهم،
فهناك الروح القتالية العالية بأروع تجلياتها، وهناك الإصرار والعزيمة والكفاح
الممزوج بالتفاني حتى اللحظات الأخيرة.
لم يهتز فرسان "الفدائي" على وَقع تقدم السعودية
بهدفين مقابل لا شيء، بل بذلوا قصارى جهدهم، من اجل تغيير النتيجة، وقد تحقق لهم
ما أرادوا عندما امتدوا، بجسارة، للمرمى ونالوا منه عن طريق بابلو برافو في
الدقيقة 50 برأسية عانقت الشباك.
محاولات
"الفدائي" لم تتوقف عند ذلك الحد، بل واصل لاعبوه الامتداد، حتى نجحوا
في تعديل النتيجة عن طريق ماتياس حذوة، الذي خطف كرة من داخل صندوق السعودية ولم
يتردد في اصابة الشباك في الدقيقة 90.
توقيت الهدف الفلسطيني،
يؤكد مدى الرغبة الجامحة لفرسان الوطن بالتفاني، من اجل رسم طيف واسع من
الابتسامات على ثغر ابناء الوطن الفلسطيني المتعطشين للانتصارات في كافة المجالات.
هدف
ترجيح كفّة السعودية، جاء في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، علماً ان الوقت
الضائع كان ثلاث دقائق فقط.
أحببت
التذكير بلقاء فلسطين والسعودية كي أقول لفرسان الوطن ان بمقدورهم تحقيق نتيجة
طيبة أمام السعودية خصوصاً في ظل متغيرات إيجابية طرأت على واقع
"الفدائي" وسوف أعود إليها، تفصيلاً، في وقفة قادمة إن شاء الله.
بالتوفيق
لـ "الفدائي" في مهمته، وليتذكر فرسانه، مجتمعين، ان الصعب والعسير،
يتبدد ويتوارى في حضرة العزيمة والإصرار.