شباب الخليل والحنين إلى الأمجاد
كتب محمود السقا- رام الله
كنت أتمنّى لو
أن فصول منافسات دوري المحترفين، امتدت حتى محطة النهاية، لكن طوباس، الذي فرض
حضوره كأحد أركان المسابقة، في أول إطلالة بهية له بدوري الأضواء، نجح في التصدي
لمركز بلاطة، وكان سبباً رئيسياً في تجريده من تاجه، بفرض التعادل السلبي عليه في
الجولة التاسعة عشرة، ليتوج على ضوء ذلك شباب الخليل بطلاً لدوري المحترفين.
قاطرة
شباب الخليل، التي سبق وان انطلقت، بقوة وصخب وتسارع، في ظل إدارة المدير الفني،
سعيد أبو الطاهر، كانت في طريقها لارتياد منصات المجد والتتويج بزعامة الكرة
الفلسطينية، وكانت تعزز هذا المنطق بالتوسع، أفقياً وعمودياً، بلغة النتائج، التي
اتسع نطاقها، وأصبحت عبارة عن انتصارات كاسحة، وغير عادية في مؤشر يدلل على تصاعد
النسق الفني من جولة لأخرى.
إنجاز
الشباب لم يأت بضربة حظ، بل جاء نتيجة جهد وتعب وحُسن تدبير وتخطيط، وهذه العناصر،
مجتمعة، ساهمت في بلورتها والدفع بها أسرة النادي، بدءاً من مجلس الإدارة، الذي
تفانى، من اجل إصابة الهدف الأسمى المتمثل بتاج الدوري، فلم يتردد في توفير كافة
سبل ومستلزمات النجاح، ورفع يده، بالمطلق، عن الجانب الفني وتركه للمدرب، فكان
الانضباط والالتزام واحترام الخيارات هو العنوان السائد، يُضاف الى ذلك القاعدة
الجماهيرية الواسعة والمُخلصة والمنتمية، التي كانت تمد فريقها بشحنات وافرة من
الدعم، بمختلف ألوانه وصنوفه، أكان معنوياً أم مادياً، وكثيراً ما كنا نشاهد كيف
أن مواكب الابتهاج والفرح، تتجلى في فضاءات المدينة في ظل مراكمة الانتصارات، التي
أصبحت جزءاً من شخصية "العميد".
نقطة
في غاية الأهمية من الضروري استحضارها في أعقاب التتويج، غير الرسمي، للشباب، وهي
عبارة عن كلمة حق يجب أن تقال بشأن المدرب سعيد أبو الطاهر، فلمجرد أن أمسك بعجلة
القيادة الفنية، أعلن وبشكل لا مواربة فيه أنه تعاقد مع "العميد"، من
اجل تحقيق بطولة الدوري، وها هو قد أوفى وأبرّ بما وعد، وهذا إذا دلّ على شيء،
فإنما يدل على ثقة الرجل بنفسه وبمهنيته، لذا حبذا الاستفادة من علمه ومخزون
خبراته، خصوصاً لجهة المنتخبات الوطنية.