الأمعري ولغة العقل
كتب محمود السقا- رام الله
عندما يكون خيارنا الاحتكام الى لغة العقل والمنطق
الرشيد، فإن كل صعب يستحيل الى سهل، وفي تقديري ان هذا ما مارسه، قولاً وفعلاً
ونهجاً وسلوكاً، مجلس إدارة مركز شباب الأمعري، فقد اجتمع، مؤخراً، على ضوء قرار
اتحادي يقضي بتخسيره، إدارياً، بثلاثة أهداف لصفر أمام جاره وشقيقه فريق مؤسسة
البيرة، في إطار منافسات دوري المحترفين، الذي يمضي، قدماً، نحو تحقيق أهدافه
وغاياته، الرياضية منها والوطنية، وصولاً الى تعزيز مكانة الكرة الفلسطينية فوق
الخرائط الإقليمية والقارية والدولية، من خلال العمل الجاد والمبني على أسس وقواعد
ثابتة، بعيداً عن الارتجال والعشوائية والاستعراض الإعلامي، الذي لا يُسمن ولا
يغني من جوع، لأن لغة النتائج سوف تظهر مع أول محك رسمي.
مجلس إدارة مركز الأمعري، سارع باتجاه اجتماع
طارئ عقده في أعقاب القرار الاتحادي، وتجلى ذلك بوضوح، من خلال اللغة الهادئة
والرصينة والحصيفة، التي تداولتها وسائل الإعلام، وقد لفت انتباهي ان الأمعري
متمسك بحقه في النقاط الثلاث، وسيحترم قرار الاتحاد، لكنه سيتحرك صوب المحكمة
الرياضية الوطنية الفلسطينية كخطوة أولى.
ولم تكتف إدارة الأمعري بهذا المنطق السوي، بل
طالبت جماهيرها الالتفاف حول فريق الكرة في المركز، وطالبت اللاعبين بالهدوء
والسكينة والتركيز في مشوارهم بالمسابقات الرسمية الاتحادية، وعبرت عن كامل ثقتها
بالقضاء الرياضي الفلسطيني ونزاهته.
هذا السلوك الحضاري هو ما نريد ان يتعزز
وينغرس في نفوس أجيالنا، فهناك قضاء، وهو صاحب الكلمة الفصل في أي قضية جدلية، وقد
سبق للمحكمة الرياضية الوطنية ان قالت كلمتها بشأن القضية الجدلية، التي نظرتها،
وكان طرفاها شباب رفح وغزة الرياضي، وأصدرت قرارها لصالح الشباب الرفحي، وسوف تقول
كلمتها بشأن الأمعري والبيرة.