أصوات مسؤولة.. هنا وهناك
كتب محمود السقا- رام الله
المخيمات هي أصل الحكاية، وهوية فلسطين. ما سمعناه
بالأمس من هتافات خرجت من بعض الجماهير لا تُمثل، بالمطلق، نادي شباب الخليل، ولا
شقيقه وجاره الأهلي.
هذه العبارات، التي تنمّ عن مسؤولية خالصة
ومُقدرة، صدرت على لسان رئيس نادي شباب الخليل، مثقال الجعبري، وهي عبارات متوقعة
من رجل ينحاز، بالمطلق، لكل ما يصب في قنوات وروافد وأقنية الوطن الفلسطيني، وهو
أشد ما يحتاج من أبنائه نشر قيم الفضيلة والمحبة والتسامح والتصافي، والتفرغ
لخدمته وإعلاء شأنه، وإبقائه شامخاً وسامقاً ونقياً من الملوثات، وفي مقدمة هذه
الملوثات نشر الفتنة، والنفخ في نيرانها الحارقة والقاتلة.
عندما يلتقي أبناء خليل الرحمن مع أقرانهم من
مدينة جبل النار، ومن مخيم الشهداء، مخيم البطولة والتصدي، مخيم بلاطة، فإنهم
يلتقون، من اجل فلسطين، ومن اجل غرس قيم نبيلة وأصيلة وسامية في نفوس الأجيال،
باعتبارهم الحاضر والمستقبل بشقيه: المنظور والبعيد.
أصوات عاقلة وجريئة، رفضت الاعتصام بفضيلة
الصمت، وعبّرت، بنقاء سريرة، عما يجيش في داخلها، لا سيما في ظل تبادل عبارات غير
مسؤولة، ولا تمتّ لعاداتنا وتقاليدنا بصلة، وقد توقفت عند العبارات، التي خطها
نضال البدرساوي، لأنها تعكس تفكير الرجل الحضاري والراقي، الذي ينهض على الغيرة،
فكتب محذراً من تداعيات التراشق بالعبارات الهابطة والسقيمة عبر منصات التواصل
الاجتماعي او سواها، لأن انعكاساتها ستكون وبالاً على الوطن، الذي نحب ونفتدي،
وعلى الأجيال، الذين نريدهم ان يكونوا حصن الوطن المنيع، بتنشئتهم على قيم
الاحترام المتبادل والبذل والعطاء والتضحية والجدّ والاجتهاد، ونشر التسامح
والمحبة بينهم انتصاراً لشعار: "كلنا نعمل من اجل بناء فلسطين حجراً وبشراً".