دماء تغطي سيقان اللاعبين..!
كتب محمود السقا- رام الله
النهوض بواقع الحركة الرياضية، بكل أطيافها، يتطلب
تضافر جُملة من العوامل والعناصر، وفي مقدمتها توفير الموازنات الطموحة، وهذا
الدور تتولاه، وتضطلع به الحكومة، جنباً الى جنب، مع التوسع الأفقي والعمودي
بمشاريع البنى التحتية، بحيث تطال كافة الألعاب من دون استثناء، بعيداً عن ترجيح
كفّة هذه اللعبة على حساب تلك، فضلاً عن إعداد وصقل الكوادر التدريبية والتحكيمية
والادارية، ورسم السياسات والبرامج، والشق الأخير، يحتاج الى تبصرة وشرح وتفصيل.
ما دفعني لتكريس وقفة اليوم لمعالجة هذه القضية
المهمة، صورة منشورة على موقع "فيس بوك" لبعض لاعبي فريق شباب الخليل في
اعقاب لقائهم الصعب امام جبل المكبر، وانتهى اللقاء، كما هو معلوم، شبابياً، بهدف
دون رد، عزز من ثقة اسرة "العميد" الواسعة والعريضة، ان فريقها يسير
بثبات وثقة، باتجاه المنافسة الشرسة على تاج الدوري، والذي تبذل ادارة النادي
الغالي والنفيس، من اجل إصابة هذا الهدف غير السهل قطعاً.
صورة اللاعبين الاربعة وهم: محمد يامين وعدي
خروب وتامر صيام ومحمد ديرية، حملت في ثناياها منظراً مؤسفاً، وهو عبارة عن آثار
دماء جافة فوق ساقي صيام وردايدة، وفي تقديري ان سبب ذلك يعود الى ارضية الملعب،
والمقصود، هنا، استاد هواري بومدين، في مدينة دورا، المُعشب صناعياً، مع ان عشبه
افضل حالاً وشأناً من عشب سائر الملاعب باستثناء ملعب الشهيد فيصل الحسيني، والذي
تم تجديد عشبه كي يتسق مع المواصفات والمعايير الدولية المتبعة، وهو بالمناسبة
الملعب البيتي لمنتخبات الوطن.
تجديد أرضيات الملاعب، ينبغي ان يصطف على رأس
أولوياتنا، خصوصاً وان هناك أجيالاً جديدة من العشب الصناعي تضاهي في جودتها العشب
الطبيعي، ولا تؤذي اللاعبين، وهناك أندية عملاقة، مالياً، وجدت ضالتها في العشب
الصناعي، وأذكر منها، على سبيل المثال وليس الحصر، ملعب اتلتيكو مدريد الاسباني.
لاعبونا هم عماد أي نهضة، أكانت كروية أم سواها
فلنوفر لهم البيئة المُثلى والنموذجية كي يُضاعفوا من إبداعاتهم، فالمستفيد، أولاً
وأخيراً، الوطن، وقادة الحركة الرياضية.