إشارات تحذيرية قبل إياب الدوري
كتب محمود السقا- رام الله
الكلمة أمانة،
ونحن عندما نكتب ونجتهد، فإننا لا نبتغي من وراء ذلك سوى التماس الموضوعية
والمصداقية والفائدة؛ لإيماننا بأنها تصب في قنوات المصلحة العامة، وإثرائها
ورفدها بكل ما هو مفيد وناجع وفعال.
عندما
نجح "الفدائي الكبير" في التفوق المستحق على الكويت، مؤخراً، لم نتردد
في التأكيد على أن الفوز المعنوي المهم جاء بفضل انتظام الدوري بشقيه: المحترفين
والاحتراف الجزئي، وقد أثنينا على إصرار قيادة الاتحاد إطلاق الدوري في ظل جُملة
واسعة من التحديات، وكان في مقدمتها فيروس كورونا اللعين.
لقد
التمسنا العذر للاتحاد عندما سارع إلى ضغط منافسات ذهاب الدوري، لأن المسابقة
انطلقت متأخرة، مع أن دوريات كبرى وعريقة مثل الدوري المصري بدأ منذ أسابيع، ولم
يسع الأشقاء لضغطه، بل تركوه يسير وكأن الأمور طبيعية، حتى في ظل "كوفيد-19".
أسجل
دهشتي واستغرابي على ضوء مسارعة اتحاد الكرة العودة، مجدداً، إلى نهج ضغط
اللقاءات، وأتساءل هنا: ما الهدف من وراء هذا التدبير؛ فنحن لسنا في عجلة من
أمرنا؟
ضغط الدوري لن يضيف شيئاً ذا قيمة للكرة الفلسطينية، بل أرى أنه
ربما يساهم في عرقلة خطواتها الإيجابية الأخيرة، وقد تم التعبير عنها بالفوز على
الكويت بـ"مَن حضر".
ضغط
الدوري يعني أن الإرهاق سوف يتسلل إلى نفوس اللاعبين، وأن الإصابات سوف تفتك
بسوادهم الأعظم، وهذا ما عانى منه وكابده العديد من اللاعبين، وعلى وجه التحديد
أصحاب المواهب.
أقصر
معالجتي، هنا، على الجوانب الفنية، وكل ما يتفرع عنها، ولم أتطرق للجوانب
الإدارية، لا سيما في الشق المتعلق بتسجيل اللاعبين، وعملية انتقالهم، وانتظار
بطاقاتهم الدولية، خصوصاً أن أسبوعاً يفصلنا عن انطلاق إياب الدوري، الذي نأمل أن
يصادفه النجاح كي ينعكس بالإيجاب على "الفدائي" بكل مسمّياته وفئاته.