كتب محمود السقا- رام الله

أرى ان ليس ثمة داع لتبرير عدم وجود لاعبين من محافظات الوطن الجنوبية، او سواها، في صفوف المنتخب الأول، أو حتى سائر المنتخبات، التي تم تشكيلها، مؤخراً، لأن "الفدائي" أكان الأول أم الأولمبي والشباب والناشئين، يتفيؤون ظلال علم الوطن، ويلعبون باسم فلسطين، بعيداً عن الجغرافيا والمناطقية.
  أحببت ان أثير هذه النقطة الحساسة في الوقت، الذي طالعت تصريحات المدير الفني لمنتخب الكرة الأول، نور الدين ولد علي، وتضمنت ان جائحة "كورونا" حالت دون التحاق بعض لاعبي المحافظات الجنوبية في صفوف "الفدائي"، ولم يكتف بذلك بل طمأنهم انه سيصار الى استدعائهم عندما تسنح الظروف في المستقبل.
  المنتخبات الوطنية، تمثل "الكل الفلسطيني"، سواءً في القدس أم في قطاع غزة أم في الضفة الغربية والشتات والمنافي، وهذا المنطق هو الذي ينبغي ان يسود، وان نرسخه في عقول الأجيال، لأنها وحدها مَنْ يتأثر بما يتردد ويُكتب، وهذه الشريحة الواسعة، والتي تشكل نسبة كبيرة في نسيج الشعب الفلسطيني، من الأهمية بمكان ان نغرس في يقينها ان فلسطين وحدة واحدة، وان شعار الفلسطينيين لا يخرج عن إطار الاعتصام بالوحدة، والسعي الدؤوب من اجل إعلاء صروحها وبنيانها.
في كل بلدان العالم لا احد ينظر الى التوزيع الجغرافي لا سيما في الشأن المتعلق بتركيبة المنتخبات الوطنية، لأن التعاطي مع هذا السلوك الفج، ينطوي على إسفاف وخطأ فادح، ونحن جزء من هذا العالم، الممتد والفسيح، ثمّ إن لنا خصوصية تدفعنا كي نترفع عن كل ما له علاقة بالعزف على وتر المناطقية.
  لنتذكر، جميعاً، كيف ان المنتخبات الوطنية، كانت تتشكل في غالبية لاعبيها من محافظات الوطن الجنوبية، لأنهم كانوا الأكثر جاهزية وموهبة وقدرة على تمثيل المنتخبات، وهذا المنطق هو الذي يجب ان يسود، اليوم وغداً، وفي كل حين.