أصداء دموع راتب العوضات تتردد في فلسطين
كتب محمود السقا- رام الله
انفجرت ينابيع
التعاطف والتضامن والالتفاف الصادق لمجرد أن ظهر المدرب الأردني، راتب العوضات في
"فيديو"، وهو في حالة إعياء شديدة بسبب المرض، الذي ألمّ به، فانطلقت
ألسنة الأسرة الرياضية في الوطن الفلسطيني، توأم الأردن السّيامي، تلهج بأن يمنّ
الله، سبحانه وتعالى، عليه بالشفاء، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
" فيديو"
راتب العوضات، تصدر مواقع "السوشيال ميديا"، كنتيجة طبيعية لحالة
التفاعل، التي رسخها الفلسطينيون الرياضيون، وهو مؤشر صادق يُعزز في الأذهان ان
مواطني ضفتي النهر الخالد يتبادلون مشاعر الاحترام والتقدير والمودة الخالصة، بفعل
عوامل عدة، يصطف في مقدمتها الجغرافيا، والروابط الاجتماعية، فهناك تداخل واسع
وكبير بين الأسر في فلسطين والأردن، بفعل المصاهرة.
مبادرات كثيرة ومتعددة اقترحها رواد "السوشيال ميديا" الفلسطينيون،
وتهدف الى التخفيف من محنة راتب العوضات.
لقد أصابت الدموع، التي
اجهش بها وتراً حساساً فزاد منسوب التعاطف مع لاعب كبير كان، حتى أمد قريب، ملء
السمع والبصر، في مسيرة الكرة الأردنية، وترسم نفس الخطى كمدرب واعد لعدة فرق،
وكان آخرها الفيصلي، وهو النادي، الذي نشأ وترعرع في أحضانه الدافئة.
هناك مَنْ سارع إلى نشر رقم حساب راتب العوضات في بنك الإسكان فرع فلسطين
لإفساح المجال أمام أصحاب القلوب الرحيمة، والمواقف العروبية الأصيلة، وهم
بالمناسبة كثر، كي يُسارعوا إلى مد يد العون والمساعدة لعل الله سبحانه وتعالى يأخذ
بأيديهم ويكونون سبباً في رسم الابتسامة على محياه كما أسرته الكريمة.
تجاوب وتفاعل أعضاء الأسرة الرياضية الفلسطينية هو في الواقع امتداد طبيعي
ومنطقي لحالة الروابط والوشائج القوية، التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والأردني،
وهي تجسيد صادق لمدى خصوصية العلاقة وقداستها، التي يتفيأ ظلالها أبناء الشعبين،
قيادة وحكومة وشعباً، وستبقى هذه العلاقة تكتسي أثواب المحبة والاحترام والتعاون
والتعاضد إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.