جرأة الرجوب... انتصرت على كورونا
كتب خالد القواسمي- الخليل
ها هو عام 2020 يسدل الستار عن أيامه الحالكة واحزانه تاركا أوجاعه ومواقفه التي أبكتنا وظروفه التي أثقلت كاهلنا وأيامه الصعبة التي ضجرنا منها وتعبنا من تذكرها كثيرة هي أوجاعه وعميقة هي جراحه وصعبة هي أحداثه .
بدأ يلملم أوراقه ليرحل غير مأسوف عليه ويترك الساحة لعام 2021 وكلنا أمل أن يكون العام الجديد أفضل حالا وأكثر استقرارا وينسينا الكثير من الآلام والهموم بسبب تفشي جائحة كورونا التي ضربت كل القطاعات وأثرت بالسلب ورسمت ندبات موجعة في ذكرياتنا .
لم تسلم الحركة الرياضية بكل مناحيها وأشكالها وألوانها وكوادرها من آثار الجائحة وكادت تشل الجسم الرياضي برمته لولا البديل المثالي باتباع السبل الوقائية والغاء العديد من العادات والتقاليد المصافحة والأحضان والقبلات ليحل التباعد الجسدي مع ارتداء الكمامة والتعقيم للايادي والاماكن التي سيصار الى اقامة الفعاليات الرياضية عليها فعلى سبيل المثال لا الحصر عمد اتحاد كرة القدم بتعليمات مشدده من جانب اللواء جبريل الرجوب الى تطبيق كل ما يصدر عن الجهات الطبية المختصة بمكافحة الوباء تلك هي جرأة الرجوب المعهودة والكريزما العرفاتية التي يتمتع بها حين يتطلب الموقف قرار حاسم وأصدر تعليماته بانطلاقة الدوريات الكروية .
التاريخ سيسجل لاتحاد كرة القدم الفلسطيني جرأة الموقف للرجوب بقراره انطلاقة الموسم الرياضي بالرغم من صعوبة الاوضاع لكن التخطيط السليم واتباع الطرق الصحيحة الكفيلة بحماية الانسان قد أتت أوكلها ووصلنا الى بر الامان مع نهاية المرحلة الاولى من الدوريات بالتزامن مع نهاية العام والاشادة موصولة للقطاع التحكيمي رغم حدوث بعض الهفوات الا ان ذلك لا يقاس بحجم عطائهم في ظل وضع غير طبيعي فلهم منا ولمراقبي المباريات ومسيريها كل تحية وتقدير.
تلك التعليمات وتطبيقها والتزام الاندية والكوادر الرياضية أعطت نتائج ايجابية على مسيرة دوريات كرة القدم في فلسطين ومن النتائج الايجابيه على صعيد الفرق اعطت الفرصة لهم لاكتشاف المواهب والزج بها في المباريات الرسميه دون تكلفه ماليه باهظه وهذا واضح بشكل كبير في دوري المحترفين اذ اصبحنا نشاهد الاندية تعتمد على اللاعبين الشباب من فرقها الرديفة مما خفف من المصاريف الباهظة التي كانت تصرف على لاعبي التعزيز وما عدنا نسمع كما في السابق عن ضائقه ماليه وصناديق خاوية الا ما ندر وربما تكون تلك ابرز النقاط
ربما الجميع افتقد اللاعب رقم 12 في دورينا المتمثل بالجماهير ما افقدنا شيئا مهما من متعة كرة القدم فالجماهير هي فاكهة الملاعب وزينتها ندعو الله أن تتحسن الامور وتنتهي الجائحة ويعود البريق والحماسة لملاعبنا الخضراء ونستمع للهتافات التي تنادي باسم الوطن فقد اشتقنا لصوت الحناجر وهي تصدح ( الله ... فلسطين .... القدس عربية ).
والحق يقال في هذا المقام المتواضع الا أن نشيد بقناة فلسطين الشباب والرياضة بجميع كوادرها لما قدمته من جهد وفير فاق التوقعات يستحق الاحترام والتقدير وأعتقد أنها حققت أحلام الرياضيين ولم تبخل في أي جهد في سبيل اسعاد الجماهير الرياضية وادخال البهجة في نفوسهم وسعت بكل طاقاتها لنقل الحدث الرياضي أولا بأول فهي تستحق وسام التميز اضافة الى جميع القطاعات الاعلامية من صحف واذاعات واعلاميين رياضيين كتاب ومراسلين ومصورين ومواقع رياضية ورجال الامن وأطقم الاسعاف والاداريين والفنيين العاملين في ملاعبنا فالجميع عمل واجتهد وقدم ولا نكران لاي أحد فالجميع شارك في الوصول للنجاح.
وهنا لا بد من الاشادة بالاندية ورجالاتها القائمين على مقدارتها الذين عملوا في احلك الظروف الصحية والاقتصادية واستطاعوا من التحرك وتأمين المتطلبات بكافة اشكالها الى ان اقتحموا الساحات الخضراء وزينوها بلاعبيهم واضفوا البسمة على شفاه الرياضيين من وسط الاحزان فقد خلقت الحياة لتستمر وتتمدد وتتوسع وتزدهر.
وثقتنا باستمرارية الحياة في ظلال العطاء المتجدد والتفكير الراقي والتصالح مع الآخر إذ جميعها ممكنات لاستعادة وجه الحياة المشرق ليسدل النهار على ستار الأحزان ويضيف شعلة الأمل بغد مشرق وتبزغ شمس الحرية على فلسطيننا وكل عام والجميع بخير .